الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-12-05

10:30 صباحًا

أهم اللأخبار

2025-12-05 10:30 صباحًا

بين الإيمان والغرور _ قصة من الأثر

01

كثرت في زماننا أصوات متعجرفة ربما غفلت عن الإثم الذي يلحق بها حينما تتمادى بالغطرسة والغرور والكبر الذي نهى عنه الله سبحانه وتعالى مخالفا صفة المسلم المؤمن المتواضع لله في غير ذلة .. وفي القصص الديني كثير من العبر وتعد للقارئ المعتبر العائد بقلبه لله ولسلامة الضمير وحسن الخلق نبراسا للساعين للحق ولمن كانت غاياته في كل أفعاله وأقواله الله سبحانه وتعالى فتسلح بالصدق .

قرأت إحدى القصص في الأثر بين التواضع والغرور بين البصيرة وعمى القلب دارت في زمان سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه وكرم وجهه وبين  وعمرو بن ود .. وهكذا بدأت حكاية  ” مبارزة الإيمان والغرور” :

دخل عمرو بن ود على المسلمين فقال :

تزعمون أن موتاكم فى الجنة وموتانا فى النار ،

لقد اشتقتُ إلى النار ،

أما اشتاق أحد منكم إلى الجنة ..؟

ثم أنشـد ..

ولقد بححتُ من النداء بجمعكم هل من مبارز ؟

ووقفتُ إذ وقف الشجاع بموقف البطل المناجز ،

إنى كذلك لم أزل متسرعاً نحو الهزاهز ..

فرد عليه علي بن أبي طالب  ،

فقال :

لا تعجلنَ فقد أتاك مُجيبُ صوتِكَ غيرُ عاجز ،

ذو نيةٍ وبصــــيرةٍ والصدق مُنجى كل فائِز ،

إنى لأرجو أن أقيـــم عليك نائِحة الجنائز ،

من ضربةٍ نجلاء يبقى ذِكرُها عند الهزائِز ،

فقال عمرو  : استصغروكَ فأرسلوك ..!!

فرد عليًُ : بل استحقروكَ فأرسلونى ..

فقال عمرو : إن أباكَ كان صديقى ،

ولا أُريد أن أفجعهُ فى قـــبره ..

فرد عليًُ : إن أباك لم يكن صديقي ،

وأنا أريد أن أفجعه بك في  قبره ..

فقال عمرو : إذهب فأنا لا أُريد أن أريق دمك ..

فرد عليُّ : وأنت أُريدُ أن أُريق دمك ..

وأضاف عليُّ :

سمعتُ أنك إذا خُيرت بين ثلاث أخترت واحداً ،

فقال عمرو : نعـم ، فهاتنى الأولى ،

فقال له عليُّ : الأولى أن ترجع

فقال عمرو  : أنا لا ازحفُ من القتال ،

أتفعل ، مالم يستطع أن يفعله جيش بأكمله ،

 أتريدنى أن أعـود .. !!

هاتنى الثانية ..

قال له عليُّ : أن تشهدُ أن لا إله إلا الله ،

وأن محمداً رسـول الله ..

فقال عمرو :

والله لو كان رأسى فى قاع جهنم ما قلتها .. !!

اطرح خيارك الأخير ،

فقد قبلت به قبل أن اعرفه ..

فقال له عليُّ :

أن تبارزنى أنا على الأرض وأنت على فرسك ..

فاستشاط عمرو غيظاً ،

ونزل من على فرسه ونحره بسيفه ،

شق فرسه نصفـين .. فبدأ القتال ..

فضرب عمرو عليُّ بن أبي طالب على كتفه ،

فقطع رداءه ، ثم ضربه ضربةً ثانية ،

على رأسه فانفجر الدمُ من رأسه ..

فارتفع الغبار ، فلم يرى الناسُ من يَضرِب ومن يُضرب ،

حتى ارتفعت صرخة اهتزت منها أرجاء المدينة ..

هدأ القتال ونزل الغبار وبان الأبطال ..

فإذا بعليُّ يقف على صدر عمرو ، وهو يحملُ رأس الشقي عمرو  ، على سن سيفه .. فناداهُ النبى صلى الله عليه وسلم ،

وقال له : كيف قتلته .. ؟

فقال له ذكرنى الشيطان بصولاته وجولاته ،

فتذكرت عظمة الله ، فاحتقرتهُ فى عينى فقتلته ..

ثم أشار على جثته فقال :

عَبَد الحِجارةَ من سفاهة عقلهِ ،

وعبَدتُ رب محـمدٍ بصوابى ،

لاتحسبن الله خاذِل دينهِ ونبيهِ يامعشر الاحزابِ

هكذا كانت الغلبة للحق .. بقوة إيمانه ثبت علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فهزم الباطل والعجرفة .. فالحق لا يُقهر، والإيمان الصادق يعلو فوق كل مظاهر القوة الزائفة.

من يتوكل على الله لا يخشى الموت ، بل يسعى لنصرة دينه بكل شجاعة .. لا غرور بقوة جسدية ولا مال ولا جاه ولا قبيلة فالقوة الحقيقية في الإيمان والعقل والحكمة .. ودائما في قصصنا الديني نتأكد أن الحكمة والتواضع مع شجاعة القلب طريق النصر، والغرور طريق الهزيمة .. ولنا في غزوات رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم خير عبرة تعتبر فكم من فئة قليلة هزمت فئة كبيرة بالصبر والشجاعة وقوة الإيمان وشجاعة المسلم الحكيم ليست في التحدي الأجوف، بل في الدفاع عن الحق.

ختاما ندرك أن ماكان في القصة ليس مجرد مبارزة بل درس خالد يكتب في جملة مفادها ” الإيمان يهزم التكبر . والبطولة تقاس بالنية تجاه الله واليقين بالنصر لله لا بالقوة والسيف ”

تخيرتها / عفاف عبدالمحسن

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة

PNFPB Install PWA using share icon

For IOS and IPAD browsers, Install PWA using add to home screen in ios safari browser or add to dock option in macos safari browser

Manage push notifications

notification icon
We would like to show you notifications for the latest news and updates.
notification icon
You are subscribed to notifications
notification icon
We would like to show you notifications for the latest news and updates.
notification icon
You are subscribed to notifications