استقبل القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر، مشايخ وأعيان وحكماء مدينة الزنتان، وذلك في مدينة المشير خليفة حفتر العسكرية، بحضور رئيس الحكومة الليبية أسامة حماد، ورئيس الأركان العامة الفريق أول ركن خالد حفتر، ومساعد القائد العام للقوات المسلحة الفريق ركن باسم محمد البوعيشي، ومدير مكتب القائد العام الفريق أول أيوب بوسيف.
وجاء في نص كلمة القائد العام..
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن والاه
مرحباً بشيوخ وحكماء مدينة الزنتان الكرام، مرحباً بكم أيها الأخوة الأعزاء، يسعدنا ويشرفنا اللقاء بكم، ونشعر بارتياح عميق، عندما نراكُم بخير ولله الحمد. وندرك جيداً أنكم تبادلوننا هذا الشعور، عندما تطمئنون بأنَّ القوات المسلحة بخير وهي كما ترونها دائماً في أحسن حال.
إن مدينة الزنتان بأهلها جميعاً، وأنتم شيوخنا الافاضل في مقدمتهم، تمثل أحد أهم الركائز التي يعتمد عليها استقرار البلاد وتوازنها، وأن أي موقف يصدر عن هذه المدينة، يمتد تأثيره وصداه الى كافة بقاع البلاد، لما للزنتان من مكانةٍ وثقل في المعادلة الليبية، وتأثيرٍ على المشهد العام، ولم نلمس من أهالي هذه المدينة على مر التاريخ، الا المواقف الوطنية المشرّفة، مواقف الجهادِ ضد الاستعمار، ومواقف التمسك بوحدة البلاد، ودعم المصالحة بين الليبيين، والحرص على السلم الاجتماعي.
وما وجودكم بيننا اليوم، الا تأكيد عملي على هتاف الليبيين كلما تجمهروا لا شرقية ولا غربية، ليبيا وحدة وطنية، ما يدحض كل الادعاءات الباطلة التي يروّج لها المفتِّنون بأن الشقاق والانقسام قد بدأ يدبُّ في نسيج المجتمع الليبي، ولن نجد ما نردُّ به عليهم، أقوى من هذا اللقاء المبارك الذي يجمعنا اليوم، وهذه الصورة المبهجة، التي يعتز بها كل الليبيين الشرفاء، ويغتاظ برؤيتها المحرضون على الفتنة والتفرقة.
أخوتنا الأفاضل، رغم كفاح الشعب الليبي وصبره على تحمل المعاناة، وما قدم من تضحياتٍ من أجل بناء دولته التي تستطيع أن تصون حقوقه، وتوفر له سبل العيش الكريم، ورغم كل ما أنجزته القوات المسلحة من مكاسب، في مسارات الأمن والاستقرار والبناء والإعمار، مازالت ليبيا تواجه المصاعب، لتصبح دولةً متماسكة الأركان، كاملة السيادة، ومستقلةً في قراراتها وإدارة شؤونها العامة، وقادرةً على أداء واجباتها تجاه الشعب.
ومهما تعددت الأسباب أو اختلفت يظلُّ الصراع على السلطة والتشبث بها، من أجل النفوذ والمال والتهرب من مواجهة العدالة، عن جرائم الفساد والعبث بمقدراتِ البلاد، يظلُّ هو العائقُ الأول أمام مسيرة بناء الدولة وهو العامل الأول والأخير الذي أدى الى الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد، ما دفعنا الى أن ندق أمام الشعب الليبي ناقوس الخطر، وأن نحثه على تحمل مسؤولياته، لقلب الموازين لصالحه، في حراك سلمي منظم، تحميه القوات المسلحة، يحدد فيه الشعب مطالبه بكل وضوح، ويكون فرضاً على جهات الاختصاص الاستجابة والتنفيذ، دون أدنى قدرٍ من التراخي والمماطلة، وكل من يقف عائقاً لتنفيذ مطالب الشعب، ستكون له القوات المسلحة بالمرصاد، ولا يلوم إلاّ نفسه.
هذا هو خطابنا الذي يُمليه علينا واجبنا تجاه وطننا العزيز، وتفرضه علينا ظروفُ المرحلة، بعد أن تشابكت الأحداث، وبلغت الظروفُ هذا المستوى غير المسبوق من التعقيد، وانزلقت البلاد في هذا النفق السياسي المظلم المغلق، ولا تملك القيادة العامة للقوات المسلحة، ولا غيرها من المؤسسات القائمة أن تنوب عن الشعب في رسم خارطة الطريق لبناء الدولة، لكنها ملزمة بأن تضع الحقيقة أمامه كاملة، وأن تُنبّه إلى المخاطر التي ستواجهها البلاد اذا ما استمر الحال على ما هو عليه، وفي مقدمتها التهديد المباشر لوحدتِها، وضياع مقدراتها، وانهيار اقتصادها، وفقدانها المعنى الحقيقي لاستقلالها وسيادتها. هذه هي الحقيقة التي نضعها أمام الشعب بكل صدق ووضوح.
أيها السادة الكرام.. إن كل ما نطمح إليه من هذا الخطاب النابع من الحرص على سلامة ليبيا ووحدتها، هو أن نرى الشعب قد انتزع حقه في تقرير مصيره، ورسم خارطة الطريق لبناء دولته، واضعاً حداً لهذا العبث السياسي، الذي أنهك البلاد وأرهق شعبها، لتصبحَ ليبيا أمنةً مستقرة، يعيش فيها الشعب سيداً على أرضه في أمن وسلام مستثمراً ثرواته ومقدرات بلاده جميع ميادين التنمية والبناء.
وختاماً.. نكرر ترحيبنا بكم بين أهلكم وأشقائكم، ونُحمّلُكم سلامنا الحار لأهلنا في مدينة الزنتان العزيزة التي قد تحتضن لقاءنا القادم بعون الله وبلادنا في أفضل حال، وندعو الله أن يحفظ ليبيا من كل سوء، وأن يسدد خطانا إلى ما فيه رضاه..
وفقكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
