كشفت دراسة طبية حديثة أن إصابة المرأة بفيروس “كوفيد-19” أثناء الحمل قد تزيد من احتمال إصابة طفلها باضطرابات طيف التوحّد أو اضطرابات النمو العصبي الأخرى، مقارنة بالأطفال الذين لم تتعرض أمهاتهم للفيروس خلال فترة الحمل.
وأجرى البحث فريق من مستشفى ماساتشوستس العام بالولايات المتحدة، حيث قام العلماء بتحليل بيانات أكثر من 18 ألف حالة ولادة سُجلت بين مارس 2020 ومايو 2021، وهي الفترة التي شهدت ذروة انتشار الجائحة.
وأظهرت نتائج الدراسة أن نحو 2.7% من الأطفال الذين وُلدوا لأمهات أصبن بعدوى “كوفيد-19” أثناء الحمل تم تشخيصهم لاحقاً باضطرابات طيف التوحّد، مقارنة بـ 1.1% فقط من الأطفال المولودين لأمهات لم يُصبن بالفيروس، ما يشير إلى زيادة ملحوظة في معدلات الخطر بين الفئتين.
ويعتقد الباحثون أن السبب قد يرتبط بالاستجابة المناعية للأم أثناء العدوى، وما قد تسببه من التهابات تؤثر على تطور دماغ الجنين خلال مراحل الحمل الحساسة، وهو ما يستدعي مزيداً من الدراسات لتحديد العلاقة الدقيقة بين العدوى الفيروسية والتطور العصبي للأطفال.
وأكد الفريق البحثي أن النتائج لا تعني بالضرورة أن إصابة الحوامل بالفيروس تؤدي مباشرة إلى إصابة المواليد بالتوحّد، بل تشير إلى وجود ارتباط محتمل يستوجب المتابعة والفحص المبكر للأطفال المعرّضين للخطر.
ويأتي هذا البحث ضمن سلسلة من الدراسات التي تدرس الآثار طويلة الأمد لجائحة كوفيد-19 على صحة الأجيال القادمة، في وقتٍ يدعو فيه الأطباء إلى تكثيف الرعاية الصحية للحوامل المصابات ومراقبة نمو أطفالهن بعد الولادة لضمان التدخل المبكر عند الحاجة.
