حذّرت اختصاصية التغذية العلاجية نور الجاكوش من عادة شرب الماء أثناء الوقوف، مشيرة إلى أنها قد تؤدي إلى أضرار صحية على المدى الطويل، من بينها الارتجاع المريئي، وضعف امتصاص السوائل، إضافة إلى تأثيرات سلبية على الكلى مع مرور الوقت.
وأوضحت الجاكوش أن شرب الماء في وضعية الوقوف يجعل السوائل تنزل بسرعة نحو المعدة دون مرورها بمراحل التهيئة الطبيعية التي يقوم بها الجسم أثناء الجلوس، مما يسبب صدمات للمعدة، وخاصة عند شرب الماء البارد، الأمر الذي قد يؤدي إلى تقرحات أو اضطرابات في جدران المعدة، كما يمكن أن يُحدث تشنجات في المريء نتيجة التوتر العضلي المصاحب لوضعية الوقوف.
وتُشير الدراسات الطبية إلى أن الجهاز العصبي يكون في حالة توتر وتوازن عضلي أثناء الوقوف، مما يجعل الجسم أقل استعداد لاستقبال السوائل أو الطعام، وهو ما قد يؤدي إلى انعكاسات فسيولوجية تمتد أحياناً إلى القلب، مسببة دوار أو شعور بالإغماء لدى بعض الأشخاص.
وبيّنت الجاكوش أن تكرار شرب الماء واقفاً بشكل يومي قد يسبب استرخاء مزمن في عضلات المعدة، مما يؤدي إلى عسر هضم مزمن وصعوبة في امتصاص المغذيات، كما يمكن أن يؤثر على الكبد والرئتين بسبب تدفق الماء المفاجئ نحو الجهاز الهضمي، حيث لا يستطيع الكبد استيعاب الكميات الكبيرة دفعة واحدة، في حين يتسبب الهواء المصاحب للبلع السريع في انقباض الرئتين مؤقتاً.
وفي المقابل، شددت الاختصاصية على أن شرب الماء أثناء الجلوس هو الوضع الصحي الأمثل، إذ يكون الجسم في حالة استرخاء عصبي وعضلي، ما يسمح بمرور الماء بانسيابية عبر الجهاز الهضمي دون الضغط على الأعضاء الداخلية. وأكدت أن هذه الطريقة تساعد على تحسين عملية الهضم وتسهيل امتصاص السوائل، وتمنح الجهاز الهضمي فرصة للتعامل بشكل أفضل مع الأطعمة والمشروبات.
ويستند هذا التحذير أيضاً إلى التوجيه النبوي الوارد في حديث الرسول الكريم محمد ﷺ: “لا يشربن أحدكم قائماً، فمن نسي فليستقئ”، والذي أثبت الطب الحديث صحته من الناحية الفسيولوجية، لما له من أثر إيجابي في حماية المعدة وتنظيم عمل الأعضاء الداخلية عند شرب الماء.
وتنصح الجاكوش بضرورة الاعتدال في شرب الماء، وتوزيع كمياته على مدار اليوم أثناء الجلوس، خاصة في الأوقات التي يكون فيها الجسم متعبًا أو بعد الوجبات مباشرة، مؤكدة أن هذه العادة البسيطة تقي من مشكلات صحية قد تتطور مع مرور الوقت.



