الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-12-05

4:19 مساءً

أهم اللأخبار

2025-12-05 4:19 مساءً

الصحفية سعاد الطرابلسي تفتح قلبها لـ “المنصة في حديث الشؤون والشجون

الصحفية سعاد الطرابلسي تفتح قلبها لـ "المنصة في حديث الشؤون والشجون

أكثر من ثلاث عقود أمضتهم في العمل ببلاط صاحبة الجلالة.. مرت بتجارب تستحق أن تدرس واكتسبت مهارات مهنية لا تنقلها الكتب كما حققت نجاحات تبعث على الفخر.. إنها الصحفية سعاد الطرابلسي التي فتحت قلبها لـ “المنصة” في حوار استعدنا خلاله ذكريات قريبة وبعيدة.

حدثينا عن بداياتك المهنية؟

البداية كانت عام 1988 حيث وجهت للعمل بمركز النهر الصناعي للثقافة الجماهيرية في البداية عملت مديرة مكتبة ثم مديرة المركز وكان معي توفيق الشويهدي مديرا للمركز وكانت معي حليمة الجروشي وكان لدينا نشاطات يشهد لها في بنغازي حيث كانت من بين نشاطاتنا مسابقة أنظف عمارة وكنا نعطي حارسها شهادة تقدير ما خلق منافسة بين حراس العمارات وكنا أنا والجروشي نتابع الصحف الحائطية في المدارس وكيفية تجديدها وفي عام 1994 افتتحوا فرع الهيئة العامة للصحافة في بنغازي وعملنا وكانت الصحف الصادرة عن الهيئة هي الجماهرية والشمس والفجر وتم تكليفي بمكتب صحيفة الشمس في بنغازي والمنطقة الشرقية وزينب شاهين صحيفة الجماهيرية وليلى النيهوم مجلة البيت وأمال البراني الأرشيف

وكان عملنا مهني مسؤول لأنه لم تكن هناك مجاملات وهذه كانت أحسن فترة علمتنا المسؤولية المهنية فقبل المطالبة بالحرية الصحفية يجب أن تكون هناك مسؤولية مهنية.

كيف كانت طبيعة العمل حينها؟

كانت أخبار واستطلاعات وأنا مثلا كانت لدي صفحة اسمها قضايا جماهير حيث إن العاصمة كانت طرابلس فيما كان مواطنو بنغازي يشعرون أنهم درجة ثانية فكان المواطن الذي لديه مشكلة يأتي لصحيفة الشمس وكأنها هي التي ستحل مشكلته وكان هناك توافد كبير من المواطنين لعرض مشكلاتهم في الصحيفة وأتذكر ذات مرة استقبلنا مسؤولا من طرابلس يسأل أين سعاد الطرابلسي وعندما التقاني قال “ألا توجد إلا المشاكل في بنغازي” فقلت له “الصحيفة بها العديد من الصفحات مليئة بالموضوعات المتنوعة ونحن زاوية صغيرة تعكس طلبات المواطنين لإيصال أصوتهم إلى السلطة والحكومة في طرابلس”.

ومررت ببعض المواقف فمثلا كان يأتيني الأمن الداخلي عندما صورت طابورا طويلا أمام أحد المصارف بسبب تأخر المرتبات وألقى الأمن الداخلي القبض علي لكن في المكتب تناقشوا معي وأعطوني الكاميرا ويمكن القول أن هذه المواقف ليست مشاكل لكن حماسنا الصحفي يجعلنا نخرج عن الإطار الخاص بنا أحيانا.

كيف كان حضور المرأة الصحفية عام 1994 حيث كنتم أنتم البداية؟

لقد بدأنا منذ التخصص الجامعي حيث خضعنا لامتحان شفوي وآخر تحريري ليقبلونا وقد تقدم عدة مئات قبلوا منا 25 فقط ما يعني أننا منذ البداية مستعدين للصحافة اجتماعيا أيضا وعندما عملت في الصحافة عرفت لماذا كنا نخضع لامتحانات فليس كل شخص يدرس الصحافة يستطيع أن يعمل بها.

ما هي متطلبات العمل في الصحافة؟

هناك مكونات أساسية ضرورية للصحفي وبحكم الخبرة أصبحت أجلس مع الشخص خمس دقائق لأعرف إن كان يصلح لأن يكون صحفي أم لا، أولها المسؤولية كما يجب أن تمتلك الشخصية الصحفية “الثقة والأمان” لذلك أقول إن حرية الصحافة تقتضي أن يكون الصحفي مسؤولا أولا، لكن الحرية المطلقة ضارة أكثر من نافعة.

كنت صحفية في وقت لا يوجد به إقبال على قراءة الصحف فيما كنتم أنتم متحمسون للعمل فكيف كان شعوركم وقتها؟

عندما بدأنا العمل كانت الصحف ورقية وليس كل الناس تقرأ لأن القراءة هواية لذلك فإن هواة المطالعة موجودون حتى الآن فنجدهم إلى جانب الصحف الإلكترونية يحبون الكتاب أو الصحيفة وفي المجمل يمكن للصحفي الوصول للقارئ إذا لمسه وعرف ماذا يريد فبحكم وجودي في المجتمع أعرف ما يشغل الفرد الذي يجب أن أصل له كي يبحث عني ويشتري الصحيفة وهذا يحدث عندما تلبي الصحيفة طلبات المواطن بمعنى تجيب على أسئلته فكنا نحاول دائما الربط بين المسؤول والمواطن.

حضرتك ترأست الصحيفة من 1994 إلى 2011 حدثينا عن فترة البدايات من الناحية المهنية والاجتماعية والجمهور؟

المرحوم سعد نافو كان مدير الفرع وخليل العريبي مدير الإدارة كانا مشجعين لنا وحريصين على سير العمل بسلاسة أما اجتماعيا فإن الشخصية الصحفية لها مكونات فأنا كنت والدة لأبناء وربة بيت وموظفة لم يكن هناك شيء على حساب الآخر فحتى يوم الجمعة عندما يطلب منا عمل كنا نذهب في المقابل فإن البيت لم يشعر بتقصير حيث كان أولادنا يدرسون وينجحون وكان أزواجنا مرتاحين وهذا كله حدث بفضل المقومات الموجودة في شخصية الصحفية التي تستطيع الالتزام بكل التفاصيل المطلوبة منها في عملها فالآن أجد صحفيات يواجهن صعوبة في تقسيم الوقت بين البيت والأولاد والعمل وأنصح هذه النساء أن تبقى في بيتها الذي هو عملها الأساسي.

في البدايات كان إرسال المواد عن طريق الفاكس وفي 2006 بدأ دخول الحاسب الآلي لفرع الهيئة العامة للصحافة حدثينا عن هذه المرحلة؟

كنا نرسل بالفاكس والبريد حيث يصل في اليوم التالي بالطائرة ثم دخلت أجهزة الكومبيوتر للمكاتب لكن كانت الإدارة الرئيسية في طرابلس أما في الفرع في بنغازي كنا نعاني من تأخر وصول الأشياء وربما يرسلون لنا ما يفيض منهم ففي إحدى السنوات جاء لكل مدير مكتب جهاز لاب توب فسألنا كيف ذلك قالوا إن إدارة طرابلس تسلمها محمد بعيو وفي الحقيقة فإننا لم نكن نطمح لهذا وكانت هذه المرة الوحيدة والأخيرة.

هل هناك نقاط أو مواقف في عملك تحبين الحديث عنها؟

المحطات أولها أشخاص فـ خليل العريبي كان مدير إداري وكان الأخ الملتزم الحريص  وأيضا المرحوم عمران الفيتوري الذي كان يأتي بنا للعمل ويوزع الشغل علينا فعندما أريد عمل موضوع صحفي معين اتصل به ويأتي دون نقاش منه أو من المصور.

ومنذ العام 2000 تسلمت قضية اعتبرتها قضيتي وهي “أبناء مؤسسات الرعاية الاجتماعية” وقد واكبتها على مدى سنوات وإلى الآن على تواصل معهم فهم فئة كنت أعمل معهم صحفية لكني وجدت أنهم بحاجة للجانب الإنساني فلم أستطع الفصل بين إنسانيتي وعملي وكنت على تواصل وثيق معهم ويحدثوني باستمرار.

ما أبرز المشاكل التي يواجهها نزلاء دور الرعاية؟

  أتمنى أن ألتقي مسؤول الشؤون الاجتماعية فمن خلال معايشتي لهم لدي حل لكل مشكلاتهم حيث أنهم أجيال متعاقبة فالذين كانوا شباب صغار الآن تزوجوا وكونوا أسر ولازالت المشكلات تتكرر سواء للمكفولين في أسر بالخارج أو الذين يعيشون في الدار فكل شخص لديه خصوصية في نوعية المشاكل التي يعانها ومن بين الأشياء التي قمت بها هو أني عملت فترة مع شيخ من الأوقاف على قضية ترويج المخدرات والتقيت بمروجين بينهم نساء وكانوا يأتوني مكتبي ويقوم الشيخ من الأوقاف بإعطائهن مبلغ مالي مقابل تنحيهن عن هذا العمل حيث كنا نصلح مجتمعيا بشكل غير معروف.

حدثينا عن الأوضاع بعد 2011؟

في شهر مايو 2011 تحررت بنغازي وأنا لم أعتد أن أكون مشاهدة والشباب يحملون السلاح في الميدان ونحن سلاحنا الكلمة فذهبت للفرع واقترحت أن نقوم بعمل شئ خاصة أنه بدأت تظهر صحف لأشخاص هواة وشعرت بالخطر جراء قيام كل شخص لديه قدرة مادية بإصدار صحيفة.

حدثينا عن دور السيد عبد السلام التركي في هذه المرحلة؟

قال لي سأفعل ما تريدينه فقلت له نريد صحيفة وجاءت معي خلود الفلاح وبنات لم تكن في الصحافة لكن أهلها يثقون فينا وفي الواقع فإن الجميع لبى النداء وفكرنا في اسم للصحيفة واخترنا اسم “الحياة” فقلت لهم ليست البلاد حرب دائما فالحرب ستنتهي وتعود الحياة كما أننا بحاجة لشيء يطمئن الناس وعندما قيل لنا إنه توجد الحياة اللندنية قلت لهم وهذه الحياة الليبية وتم اعتمادها رسميا وكان عبد السلام التركي في التوزيع وفي مطبعة النور أعطانا طارق البشاري صفحتين ملونتين هدية وكانت الطباعة في بنغازي والتوزيع في ليبيا وكنا نطبع 1000 نسخة ونرسلها إلى مصراتة وطرابلس بالقوارب لدرجة أن اتحاد الصحفيين العرب نظم معرض في مصر لصحف الثورات العربية واختاروا صحيفة الحياة لتكون نموذج وكنت أضع رقم هاتفي الشخصي على الصحيفة ولا أعرف إن كان هذا تهور أم شجاعة خاصة أن طرابلس لم تكن تحررت ولأسباب مادية لم نستطع الذهاب إلى المعرض بمصر فكنا نجمع أموال الطباعة بالمجهودات الذاتية وكانت كل الأعداد توزع حتى آخر نسخة وكان عملنا مهني منضبط ولم يكن مسموح بأي خطأ لأن الوقت حرج وهدفنا المواطن حيث كنا نسعى لاطمئنان المواطن وتأمينه نفسيا.

كم استمرت الصحيفة ومتى توقفت؟

استمرت خلال العام 2011 وفي نهاية العام لم يكن معنا أموال لتمويلها فتوقفنا وفي العام 2012 -2013 تم تكليفي بمجلة المرأة وغيرت شكلها تماما وكنت أعمل بها في الفرع الذي كان تحت الصيانة وقالوا لنا أنه يتوجب علينا الانتقال مؤقتا لكن نحن ننتمي للمقر فشعرت أنني أخون المكان لو تركته فكنا نعمل في الأماكن التي ينتهي منها العمال  وفي هذه الفترة جاءني تهديد إما أن أبقى في المنزل أو يتم تفجير العمارة ولم أخذ التهديدات بمحمل الجد لأنني صحفية ولا أحمل سلاحا لكن التهديدات أصبحت تزداد وأجد في مكتبي ورقة مكتوب عليها بالأحمر قد أعذر من أنذر فخفت على أولادي وقد لاحظت أن هناك سيارة تراقبني وقد أخذت الأمر بجدية بعد اغتيال الصحفي مفتاح أبو زيد حيث عرفت أن الأمر جديا لدرجة أن منظمات حقوق الإنسان اقترحت علي مغادرة البلاد رفقة أولادي لذلك تغيبت عن العمل لأكثر من شهر وبعدها لم أتعرض لهذا التهديد مرة أخرى.

المجلة التي كنت تتولينها كانت باسم المرأة وهو اسمها الأول قبل عهد القذافي الذي تحولت فيه لاسم مجلة البيت لكن بعد 2011عاد اسمها مجلة المرأة أليس كذلك؟

نعم وقد قررت أن يكون عدد صفحاتها أكثر من 100 صفحة لكي تواكب العصر.

مسيرة العمل الصحفي تعثرت كيف عادت صحيفة الحياة الليبية؟

عادت الصحيفة مع الأستاذة خديجة بسيكري ثم توقفت فترة وعادت مع السيدة زينب شاهين عندما استلمت الفرع بنغازي حيث أعيد فرع الهيئة العامة للصحافة في بنغازي.

وقد اتفقت أنا والسيدة ابتسام على الخروج بفكرة الصورة الخبرية حيث كنا أول من ابتدعها في ليبيا وقد كانت موجودة في الصحف الأمريكية واستمرت الفكرة لفترة لكن لم يتم فهمها ثم تنحيت فترة في عهد السيدة خديجة بسبب اختلافي معهم على الصورة الخبرية حيث أنهم يريدونها صور شخصية وعندما تولت السيدة زينب عدت للصحيفة وفي العام  2021فهموا وجهة نظري في الصورة الخبرية وقد واصلت العمل بالصحيفة إلى أن تركت أنا الصحافة.

كيف يمكن للجيل الصاعد من الصحفيين الاستفادة من خبرتكم التي تمتد لـ 30 سنة؟

يمكن للمسؤولين أن يقيموا ورش عمل للصحفيين المبتدئين للاستفادة من خبرات الصحفيين الكبار لأن الجانب النظري مختلف عن التطبيق كما أني أدعو لتأسيس نادي للمتقاعدين يلتقي فيه خبرات من مختلف التخصصات كما يكون مفتوح للشباب للاستفادة من هذه الخبرات.

أنت حديثة العهد بمرحلة التقاعد فمن تشكرين ومن تلومين؟

أشكر من درسني وجعلني على هذه الدرجة من المعرفة كما أشكر أولادي الذين تحملوني وأيضا زميلات يسألن عني وألوم على مؤسسات عملت معها 35 سنة وقدمت مجهودا كبيرا لها ولم تهتم بنا وذلك لأننا فرع في بنغازي والفرع لا يصله إلا ما يزيد عن الحاجة وأتمنى في يوم من الأيام أن لا نكون فرع فأريد أن نكون الأساس.

هل يمكن أن تحكي لنا مواقف جميلة مرت بك في مسيرتك المهنية؟

مرة أرجعت طفل مخطوف لأمه فأنا كنت في مجلس وسمعت سيدتين اثنتين تتحدثان تقول إحداهما إن زوجها أحضر أولاد صديقه الذي خطف الطفل من والدته ويريد أن يطلقها ويسافر بالطفل إلى مصر فأخذت عنوان السيدة المتحدثة واسم الطليقة وذهبت لشخص كبير في السن سألته هل تعرف أحد من هذه العائلة قال نعم ومنه وصلت لشيخ القبيلة ومنه إلى الأم وأعطيتهم العنوان وبالفعل ذهبوا أخذوا الطفل وأعادوه لوالدته. ومرة ونحن في العمل بمقر الفرع جاءنا طفل يبدو من لهجته أنه ليس ليبي وقال إنه من مصراتة ثم فهمت أنه سوري يقيم في مصراتة وفهمت أنه استقل حافلة بطريق الخطأ وجاءت به إلى بنغازي وأجريت اتصالات مع مصراتة ووصلت لوالده الذي أتى واستلمه من فرع الهيئة ببنغازي.

هل هناك ملاحظة تريدين أن تقوليها لنا؟

أنا أم لأربع أبناء من الذكور وتقاعدت وهذه هي المرة الأولى التي أجلس فيها بمقهى حيث أنني لم أجلس أبدا في مكان عائلي لأنني أم شباب وهم غير محسوبين من العائلات فعندما أذهب بهم لمكان يقولون لي ممنوع لأن المكان مخصص للعائلات وهنا يقصدون الفتيات فقط حتى في الجامعة يتم دعوة الشباب لمغادرة بعض الأماكن لأنها مخصصة للبنات ومع ذلك دائما نسمع أننا مجتمع ذكوري وهذا لم ألمسه أبدا بل بالعكس وجدت أن الشباب يصارعون ليثبتوا أنفسهم

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة

PNFPB Install PWA using share icon

For IOS and IPAD browsers, Install PWA using add to home screen in ios safari browser or add to dock option in macos safari browser

Manage push notifications

notification icon
We would like to show you notifications for the latest news and updates.
notification icon
You are subscribed to notifications
notification icon
We would like to show you notifications for the latest news and updates.
notification icon
You are subscribed to notifications