في قلب شارع ميزران بالعاصمة طرابلس، تقف مكتبة أسامة كواحدة من أقدم وأشهر المكتبات في المدينة، حافظةً عبق الماضي وذاكرة الورق منذ أكثر من خمسين عام، تقع المكتبة في موقع مميز مقابل الحديقة الكبيرة، وقد أصبحت مع مرور الزمن معلم ثقافي يرتبط اسمه بتاريخ القراءة في ليبيا.
ورغم بساطة المكان واصطفاف الكتب والصحف فيه بطريقة عفوية، إلاّ أنّ هذا الترتيب غير المقصود أضفى على المكان هوية خاصة، جعلت زوار المكتبة يرون فيها أكثر من مجرد متجر للكتب، بل فضاء يختزن حكايات الأجيال وتفاصيل الزمن الثقافي للعاصمة.
تعود ملكية المكتبة إلى الحاج رمضان محمد دخيل، أحد سكان شارع الصريم القريب من ميزران، والذي بدأ نشاطه في بيع الجرائد أواخر ستينيات القرن الماضي، قبل أن يحقق حلمه ويفتتح المكتبة في بداية سبعينيات القرن العشرين.
وبعد رحيله في أوائل الثمانينيات، واصل ابناه فوزي ونوري مسيرته في إدارة المكتبة، محافظين على طابعها القديم ومكانتها في ذاكرة أهالي طرابلس ومرتادي شارع ميزران.
على مدى عقود، ظلت مكتبة أسامة منبر للقرّاء والكتّاب والصحفيين والطلاب، ومكان يلتقي فيه عشاق الثقافة والمعرفة، حيث تجمع بين دفتيها الجرائد القديمة والكتب الجديدة والذكريات التي لا تندثر، لتبقى شاهد حيّ على مسيرة القراءة في المدينة.
