أحمد بن وفاء
أمشي وأُبقي دفء من سكنوا
وأُسمع خُطوتي لمصدّقي ولخاذلي
أنا للبعيدِ وللبعيـد طريقه
لم نلتقِ
لكنّـني صادقتُـه
صدّق نبوءة خُـبزك المفقود
لا بيتٌ سيدفئ قلبك المثقوب
حتّـى تقتفي أثَـر الوصُـول
……
أمشِي بعُري هادئاً
لا ضجّـةً إلاّ التي في دَاخلـي
أنا للشّـريد وللشريد ظلامـه
الصّبْـح تكريمٌ لمحنته
يحرّف مهنةَ المنفي
لا وقتٌ يصدّق حزنَـه فيؤجله
حتى يصِـير الظلّ موطنـه إذا ما حل
تتّسـع الوصيّـة فكرةً ويضيقُ شارعه
يصادق موتـه كي لا يفَـاجئه الرّحيـل
يشيّـعون صِـفاته ويأدلجُون سؤالهم صمتاً
إلى أي الأماكن حيرة ؟ ما قد يكُـون ؟
………….
أمشـي وأتبَـعُ هاجِسـاً قد خلتـه
لأرى الغِيـاب بداية للواصلِ
أنا للغريبة والغريبةُ تختلي بجمالهـا
لم نلتقـي إلاّ مجازاً يسْـرقُ التّـكوين
عند هدُوء ذاكِـرة الغيـاب
سَـلامُنـا وقْـعٌ أحاديٌّ على تكوين ذاكرتي
مُجَـازفةً أُعيد صياغةَ المنسيّ من هـوْل الوجُـود
وهَكـذا ربّت سكوناً خافتاً اسميتهُ صمتاً
واسمتهُ الكلاَم الواقِـعـي
