محمد اميمة
(مش كل من ركب عـ الخيل يبقى غومه) .. مثل من أمثالنا الشعبية المعروفة يضرب فيمن يفعل شيئاً ما ولا يتقنه ، وغومه هنا هو الفارس المعروف ” غومه المحمودي “ من قبيلة المحاميد .. ثار على الدولة العثمانية وأسر في الجبل ، كان فارساً شجاعاً مقداماً إلى الحد الذي جعله مضرب مثل في الفروسية إلى الآن .
وقد اكتسبت قبيلة المحاميد صيتها من شهرة فارسها غومه ، إبنه (محمد سوف) كان مجاهداً بارزاً ضد الإيطاليين وكان من الشخصيات المعروفة التي لها وزنها فهو أحد أعضاء مجلس الشيوخ في الجمهورية الطرابلسية، وتوفى سنة 1947م ودفن بمقبرة سيدي امنينه.
وموضوع قصيدتنا القادمة هو عون ابن محمد سوف ابن غومه المحمودي عون كان شجاعاً إلى الدرجة التي قد تحسب فيها شجاعته تهوراً.
فقد عرف عنه أنه كان أثناء المعركة يصيح عالياً باسمه قائلاً : ” أنى عــــون “، ثم يقوم بتسديد بندقيته إلى العدو و يكرر صيحته هذه قبل إطلاقه للرصاص .
حضر عون الجهاد فى المنطقة الغربية من ليبيا من أوله هاجر الى الشام بعد سيطرة الايطاليين على الغرب الليبي ولكنه ما لبث أن عاد في سنة 1920 ليشارك في قيادة الجهاد مجدداً.
وكان عون ابن سوف ابن غومه المحمودي قد أتى من طرابلس ليجاهد بجوار إبراهيم ابن رمضان السويحلي الذي قاد حركة الجهاد في منطقة مصراته بعد استشهاد عمه سعدون السويحلي وكان عون عـوناً لإبراهيم في معركة الكراريم الكبيرة في مصراته ، المعركة التي انتهى الجهاد الليبي في المنطقة الغربية عملياً بعدها.
وكـان لعـون سـوف الـدور الأكبــر في إجــلاء العائـلات والأطفال بعيداً عنا لطليان .
وهو مــا يؤكــد أن عــون كــان رجـلاً حكيماً إضافـة إلى شجاعتـه وفروسيتـه التـي أكدتـها صيحـاتـه في المعـارك
( أني عون ).
فهذه الجملة لها من المداليل الكثير فهو من جهة يؤكد بأنه عون أبن سوف ابن غومه المحمودي وهو تأكيد على أنه ابن أبطال لا يجدر به أن يخفي نفسه ومن جهة أخرى فهو يشير إلى أنه عون لإخوانه المجاهدين في ليبيا كلها.
وقد كان فعلاً عوناً مهماً جداً لإبراهيم رمضان السويحلي وللمجاهدين في هذه المعركة ، كان عوناً وكان يعلن ذلك بصيحته المعروفة حينها ( أني عون ) .
(أنى عون) بويا سوف جدي غومه
اللي ما عارف الخوف منهو ايلومه
أنى عون
وبويا وجدي أبطال
بويا محارب روما
وجدي
امحير العصمللي في أيام دارو حكومه
ولين مات مايوللي
لا يطيع العدو لا يرومه
جدي …
الفارس المعروف … اللي ما عرف الخوف
اللي ما طلب المال
وبيه تنضرب لمثال
( مش كل من ركب ع الخيل يبقى غومه )
…………
مش كل من خاصم يرد إخصومه
ولا من ركب ع الخيل يبقى غومه
غومه حارب … غومه صمد للعز دار مسارب
لا هو ارضى بالترك ماهم شارب
ولا بدٍل ابلاده براحة نومه
هو الخيّال …
وفي الفرسنه بيه تنضرب لمثال
ولد ليبيا ولاّدة الابطال
استشهد وحكم الترك مابا يرومه
مش كل من خاصم يرد إخصومه
ولا من ركب ع الخيل يبقى غومه
……….
أني عون … يا إبراهيم
نصبّولهم فــ الكراريم
البلاد هي لبلاد
والجهاد هو الجهاد
والشهاده وحده .. واصاحبها حيين
سواء نموت في غريان
سواء نموت في اماطين
المهم النساء والعيال
ينجو من الطليان
غدوه ايولّوا ارجال
يصبّولها فرسان
ويبدل الله الحال
في ابلادنا المحرمه
“أني عون” بويا سوف جدي غومه
اللي ما عرف الخوف منهو إيلومه
_________
من كتاب الفرسان للمؤلف الشاعر محمد اميمة _ وهو كتاب ملحمي ممزوج بالشعر والنثر يعتبره الشاعر من أهم ما كتب .
