أجرت المنصة الليبية استطلاع رأي، في العاصمة طرابلس بمناسبة الأسبوع العالمي لريادة الأعمال، حيث طُرح سؤال على المشاركين حول أهم المتطلبات التي تحتاجها المشاريع الصغرى للنمو والتوسع داخل السوق الليبي، وجاءت الإجابات لتكشف صورة واضحة عن أبرز التحديات والطموحات التي يواجهها روّاد الأعمال.
وأكد عدد من المشاركين أن المشاريع الصغرى لا تزال في حاجة ملحّة إلى دعم حكومي فعلي يمكّنها من تحقيق الاستدامة، مشيرين إلى أن معظم المبادرات الفردية تبقى محدودة ما لم تتوفر لها بيئة مساندة، كما شدّد المستطلَعون على أهمية دعم البازارات والأسواق الموسمية التي تتيح لصغار المنتجين عرض أعمالهم والتسويق لها، بل وفتح آفاق لتوسيع النشاط نحو أسواق خارجية مثل تونس والجزائر.
وفي جانب آخر، ركّزت آراء المشاركين على ضرورة توفير الدعم المادي والمعنوي لأصحاب المشاريع، موضحين أن العديد من العاملين، خاصة النساء، يمارسون أنشطتهم من المنزل بسبب غياب أماكن مناسبة للعمل أو عدم امتلاكهم معدات أساسية مثل آلات الخياطة أو تجهيزات المعامل المنزلية الخاصة بالحلويات والمخبوزات، وأشاروا إلى أن توفير ورش عمل، محلات صغيرة، أو مقرات مشتركة سيمنح هذه المشاريع فرصة أكبر للنمو.
كما لفت المستطلَعون إلى مشكلة غياب الثقة في الدعم الرسمي، مؤكدين أن ازدهار المشروعات الصغرى في ليبيا يتطلب دور أكثر فعالية من الدولة، سواء عبر توفير المواد الخام، أو تحسين البيئة التشريعية، أو دعم أصحاب المواهب للإنتاج بجودة تنافسية، وأشادوا بالمنتجات المحلية التي، وفق وصفهم، تتفوق على العديد من السلع المستوردة، خاصة في مجال الأجبان الطبيعية الخالية من المواد الضارة، داعين إلى توفير أماكن مهيّأة؛ لضمان استمرار الإنتاج المحلي وحمايته.
من جانبهم، عبّر المشاركون عن رغبتهم في استمرار الفعاليات والبازارات الجامعية والأنشطة المشتركة التي تساعد على تنشيط حركة رواد الأعمال، مؤكدين دورها في تعريف المجتمع بالمنتجات الوطنية ودعم الاقتصاد الوطني.
ويُعد الأسبوع العالمي لريادة الأعمال (GEW) واحد من أهم المبادرات الدولية التي تُنظم سنويًا منذ عام 2008، بهدف تحفيز الشباب حول العالم على استكشاف مجالات العمل الريادي، وتشارك في هذا الحدث مئات الدول، ويستقطب ملايين المشاركين من خبراء وروّاد أعمال ومؤسسات تعليمية ومهتمين بتطوير بيئة الأعمال.
ومع استمرار التحديات، يأمل المشاركون أن تساهم هذه المناسبات في دفع الجهات المختصة للاستماع لمطالبهم، وتهيئة بيئة داعمة تمكّن المشاريع الصغرى من التحول إلى أعمال منتجة وقادرة على المنافسة محلياً وعالمياً.
