هزّت جريمة اغتيال السيدة خنساء مجاهد، أمس الجمعة في طرابلس، مشاعر الليبيين، بعدما استُهدفت بالرصاص داخل سيارتها بمنطقة السراج، لتفارق الحياة فورًا تاركة خلفها رضيعة لم تتجاوز عامها الأول.
ونعت وزارة الدولة لشؤون المرأة الفقيدة، مؤكدة أن هذه الجريمة البشعة “تهز ضمير الوطن”، وداعية إلى فتح تحقيق عاجل وشفاف ومحاسبة كل من تورّط فيها، فضلًا عن تعزيز حماية النساء من العنف الذي يهددهن في مختلف مناطق ليبيا.
وكشفت شهادات أن خنساء، وهي زوجة عضو لجنة الحوار السياسي السابق معاذ المنفوخ، تعرّضت لإطلاق نار أصاب سيارتها أثناء مرورها بالمنطقة، وعندما حاولت الابتعاد جرى استهدافها مرة أخرى، مما أدى إلى مقتلها على الفور.
وقالت عضوة مجلس النواب ربيعة أبو راس، في تعليق نشرته عبر صفحتها، إنها كانت قريبة من موقع الجريمة دون أن تدرك في البداية حقيقة ما جرى، مشيرة إلى أن الاغتيال وقع “في ظل حصار أمني تصفه وزارة الداخلية بالإشهار الأمني”، فيما دعت إلى تحقيق العدالة للضحية ومحاسبة الجناة وإعادة النظر في المنظومة الأمنية، مؤكدة أن “حياة الناس أمانة وليست مجالًا للعبث”.
وفي سياق متصل، دعت وزارة الداخلية مديري أمن طرابلس وجنزور إلى مباشرة إجراءات البحث والتحقيق لكشف هوية المسلحين الذين يقفون وراء الحادثة، وسط مطالبات واسعة من المواطنين والمؤسسات بضرورة وقف موجة العنف، وضمان حماية المدنيين.
كما أمهل آمر كتيبة السلعة في الزاوية، عثمان اللهب، رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة ووزير الداخلية عماد الطرابلسي، مدة زمنية محددة لكشف ملابسات مقتل الشابة خنساء المجاهد.
ودعا اللهب، عبر منشور على حسابه في فيسبوك، أهالي الزاوية إلى الخروج والمطالبة بمحاسبة المتورطين في الجريمة، محذّراً من أن الكتيبة لن تتحمّل مسؤولية ما قد يحدث لاحقاً في حال لم تُكشف الحقيقة أمام الرأي العام.
أصدرت فرقة الإسناد الأولى بالزاوية، التابعة للعقيد محمد بحرون، بيانًا رسميًا تعلن فيه تعازيها لعائلة الشهيدة خنساء مجاهد، سائلة الله أن يتغمدها برحمته.
وفي ذات السياق أدانت الفرقة العملية التي تعرضت لها الشهيدة، واصفة إياها بأنها “جبانة” لأنها وقعت في وضح النهار وأمام الناس، محملةً الدبيبة ووزير داخليته المسؤولية الكاملة عن الحادثة.
وأكد البيان على ضرورة تسليم جميع المتورطين إلى العدالة ومحاسبتهم سريعًا، مؤكدًا أن هناك “تابعات ستتم لمواجهة هذه الجريمة”.
من جانبها أدانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بشدة مقتل الخنساء مجاهد، التي أُطلقت عليها النار ليلة أمس في منطقة جنزور بطرابلس، ووجهت البعثة أحرّ تعازيها إلى أسرتها.
وأكدت البعثة أن هذا الحادث المروع يسلّط الضوء على الحاجة الملحّة لمعالجة جميع حالات القتل المماثلة وضمان المساءلة الكاملة، داعية السلطات المختصة إلى إجراء تحقيق سريع وشفّاف وتقديم الجناة إلى العدالة.
كما شددت البعثة على خطورة النمط المستمر من العنف ضد النساء واستهداف الناشطات في الحياة العامة، وحذرت من أي أعمال قد تؤدي إلى تصعيد التوتر، داعية جميع الأطراف إلى ضبط النفس والتعاون مع التحقيقات لضمان تقديم الجناة إلى العدالة.
