وصل رئيس الحكومة الجزائرية ، سيفي غريب، إلى جوهانسبورغ، للمشاركة في قمة مجموعة العشرين ، نيابة عن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الذي كانت تتحدث تقارير إعلامية عن إمكانية عقده لقاءً على هامش القمة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أعرب عن استعداده للحوار لتسوية الملفات العالقة بين البلدين. فيما توجد الأمينة العامة لوزارة الخارجية الفرنسية آن ماري ديكوت، منذ الخميس، في الجزائر، لمناقشة إيجاد مخارج للأزمة السياسية الحادة بين البلدين.
وقبل أيام غلب حديث سياسي وإعلامي لافت في فرنسا، بما فيه تصريح لوزير الداخلية الفرنسي لوران نونيز، عن إمكانية عقد لقاء بين ماكرون وتبون على هامش قمة مجموعة العشرين، خاصة أن الرئيس الجزائري أعلن، في حوار تلفزيوني منتصف أكتوبر الماضي، عن مشاركته في القمة. لكن الاكتفاء بإيفاد رئيس الحكومة الجزائرية يعني “تفويت فرصة سياسية” كان يمكن أن تسهم في تعزيز حزمة الإشارات والخطوات الإيجابية التي برزت في الفترة الأخيرة بين البلدين، بما فيها تصريحات إيجابية من المسؤولين الفرنسيين بضرورة “تغيير أسلوب التعامل” في العلاقة مع الجزائر.
وكانت أكثر الإشارات إيجابية على إمكانية فتح باب الحوار بين البلدين قرار الرئيس الجزائري الأسبوع الماضي الإفراج عن الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال ، بطلب من نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير، بعد سنة من وجوده في السجن في أعقاب إدانته بتهم المساس بالوحدة الوطنية.
وضمن الخطوات الإيجابية وصلت الأمينة العامة لوزارة الخارجية الفرنسية برفقة وفد دبلوماسي رفيع، لدفع مساعي حل الأزمة وبدء خطوات في هذا الاتجاه، تشمل في المرحلة الأولى تفاهمات لإعادة السفراء بين البلدين، حيث كانت الجزائر قد سحبت سفيرها من باريس في يوليو2024، في أعقاب قرار فرنسا الإقرار بالحكم الذاتي المغربي في الصحراء الغربية، بينما سحبت باريس سفيرها من الجزائر في إبريل الماضي.
وبينما لم تُعلن الجزائر عن الزيارة، أكد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية باسكال كولفرافو أن الأمينة العامة توجد فعلاً في الجزائر منذ الخميس في زيارة عمل لـ”بحث سبل التعاون بين البلدين، ضمن الإرادة والأولويات التي عبّر عنها وزير الخارجية (جان نويل بارو)، وهي استئناف التعاون في المجال الأمني والهجرة وبعث التعاون الاقتصادي، ضمن حوار جاد يجب أن يثمر عن نتائج لفائدة مواطنينا”.
وكشف وزير الداخلية الفرنسي الأسبوع الماضي عن إمكانية قيامه بزيارة إلى الجزائر في غضون الأيام القليلة المقبلة، دون إعطاء تاريخ محدد لذلك. وقال في تصريح لقناة “بي أف أم” الفرنسية: “تعلمون أن وزير الداخلية الجزائري (سعيد سعيود) دعاني لزيارة الجزائر، لذا فإن احتمال ذهابي كبير جداً. في مرحلة ما، يحتاج الوزراء إلى التواصل فيما بينهم، والانخراط في نقاشات أكثر استراتيجية”، معتبراً أن زيارته “قد تفتح صفحة جديدة من الحوار، بعد أن بلغ مستوى التدهور في العلاقات الثنائية حداً غير مقبول”.
