يشهد جامع دوجال العتيق في منطقة دوجال ببلدية وادي عتبة تدهور متسارع يهدد باندثار واحد من أبرز المعالم الإسلامية القديمة في المنطقة، وسط مناشدات من الأهالي للجهات المختصة للتدخل وترميمه قبل أن تطيح به عوامل التعرية وزحف الرمال.
ويُعدّ دوجال من أقدم مناطق البلدية بعد أم الحمام، إذ تحتفظ بتاريخ طويل ومعالم أثرية وسياحية بارزة، من بينها المسجد الذي شُيّد مطلع القرن الماضي باستخدام الطوب الأحمر المعروف محلياً بالفردغ، ويتكون المسجد من صحنين ومئذنة ومحراب وفناء، إضافة إلى سقف مشيّد بجريد النخيل يعكس الطابع المعماري السائد آنذاك.
وكان المسجد مركز ديني وتعليمي لأهالي المنطقة، حيث تُقام فيه صلاة الجمعة والأعياد والمناسبات الدينية، كما شكل محطة لطلب العلم الشرعي بتدريس القرآن والمتون الفقهية وعلوم التوحيد والسيرة والأخلاق، ما جعله أشبه بجامعة إسلامية محلية تخرّج منها العديد من الطلاب.
ويجاور الجامع قصر دوجال القديم، الذي يواجه بدوره تآكل واضح مع تقدّم الرمال وتغير الظروف المناخية، ويخشى سكان المنطقة أن يفقد المكان قيمته التاريخية إذا لم يُعالج الوضع سريعاً.
وطالب الأهالي بإطلاق مشروع صيانة شاملة للموقع، يشمل ترميم الجامع وبناء منارة قرآنية جديدة بجواره، حفاظ على هذا الإرث الإسلامي وإحياءً لذاكرة المكان التي تجسّد حقبة حضارية محفورة في تاريخ وادي عتبة.
