رصدت المنصة الليبية انطلاق موسم الحرث في منطقة بالحديد التابعة لبلدية ساحل الجبل الأخضر، وهو الموسم الذي يمثّل بداية الدورة الزراعية السنوية ويشكّل لحظة محورية في حياة المزارعين بالمنطقة، وشهدت الزيارة لقاءً مع عدد من المزارعين الذين استعرضوا طبيعة هذا الموسم وما يحمله من عادات متوارثة عبر الأجيال.
وأوضح المزارعون أن موسم الحرث يبدأ عادة مع هطول الأمطار الأولى في فصل الخريف، حيث تُقلب الأرض وتُجهّز لزراعة القمح والشعير، باعتبارهما من أهم المحاصيل التي يعتمد عليها السكان في معيشتهم، ويُعد هذا التوقيت جزءًا من تقاليد راسخة تحكمها خبرات الآباء والأجداد ومعرفتهم بدورات المناخ وتوقيتات الزراعة المناسبة.
وأشار الأهالي إلى أن موسم الحرث لا يقتصر على العمل الزراعي فقط، بل يشمل مجموعة من الأدعية والكلمات الموروثة التي تُردَّد أثناء بدء العمل، في تعبير عن الارتباط الروحي بالأرض وطلب البركة في الزرع والمحصول، ويعكس هذا الموروث، وفق المزارعين، قيمة الحرث كفعل يحيي علاقة الإنسان بأرضه ويحفظ الذاكرة الزراعية للمنطقة.
