شهدت ليبيا مؤخرًا موجة واسعة من الحراك الشعبي والمظاهرات الشعبية في مختلف المدن، حيث خرج المواطنون للتعبير عن مطالبهم بإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بشكل عاجل، كخطوة أساسية لاستعادة الشرعية وتوحيد مؤسسات الدولة وإنهاء الانقسام السياسي المستمر.
وتأتي هذه التحركات الشعبية بالتوازي مع المواقف الرسمية الداعمة، حيث أكّد رئيس مجلس النواب عقيلة صالح وعدد من أعضاء المجلس، بالإضافة إلى رئيس الحكومة الليبية على ضرورة تنفيذ القوانين الانتخابية وإجراء الاستحقاقات الرئاسية والبرلمانية في أقرب وقت، دعماً لإرادة الشعب الليبي وضمان حقه في اختيار قيادته عبر صناديق الاقتراع.
مجلس النواب يؤكد رغبة 3 ملايين مواطن في الانتخابات
دعا رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، المفوضية العليا للانتخابات إلى تنفيذ القوانين الانتخابية الصادرة عن المجلس، وإجراء الانتخابات الرئاسية في أقرب وقت ممكن، مؤكدًا ثبوت رغبة نحو 3 ملايين مواطن ليبي مسجلين في سجلات الناخبين لإجراء الانتخابات.
وفي بيان منفصل، دعا عضو مجلس النواب مصباح دومة المفوضية إلى اتخاذ الإجراءات العاجلة لضمان إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وفقًا لقانون انتخاب رئيس الدولة وقانون انتخاب مجلس النواب.
وأكد دومة دعمه لفتح باب الترشح أمام جميع من تتوفر فيهم الشروط القانونية، بما يضمن حق الشعب الليبي في اختيار رئيسه وممثليه، مشددًا على ضرورة دعم المجتمع الدولي لإرادة الليبيين وعدم التدخل السلبي الذي قد يعرقل المسار الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة.
الحكومة الليبية تنضم لصوت حراك الوطن الداعي لانتخابات
كما انضم رئيس الحكومة الليبية، أسامة حماد، صوته إلى مطالب المتظاهرين ضمن حراك الوطن، مؤكدًا أهمية إجراء الانتخابات الرئاسية بسرعة لإنهاء مرحلة الانقسام المؤسساتي.
وأشاد حماد بالجهود التي بذلها رئيس وأعضاء مجلس النواب للحفاظ على الحقوق والحريات، داعيًا إلى استمرار البحث عن آلية مناسبة وبالتنسيق مع المفوضية العليا للانتخابات لضمان سرعة تحقيق مطالب الشعب وإنجاز الانتخابات بشكل عاجل.
ونوه حماد إلى حتمية احترام المجتمع الدولي لإرادة الليبيين، داعيًا الشركاء الإقليميين والدوليين لدعم خيار الشعب الليبي في المضي نحو انتخابات رئاسية شاملة، والوقوف ضد أي تدخلات قد تقوض المسار الانتخابي.
وجاءت هذه التصريحات بالتزامن مع خروج المتظاهرين أمس الجمعة في عدة مدن ليبية، للمطالبة بإجراء الانتخابات دون تأجيل.
مظاهرات شعبية تطالب بانتخابات رئاسية عاجلة
وأصدرت المكونات الاجتماعية بمنطقة الجفرة وأندية الجفرة وزلة بيانات أكدت فيها ضرورة عودة القرار إلى الشعب الليبي عبر صناديق الاقتراع، معتبرة أن الانتخابات الرئاسية المباشرة هي الطريق الوحيد لإنهاء الانقسام السياسي وتوحيد مؤسسات الدولة.
وطالبت هذه المكونات الجهات المعنية والمجتمع الدولي بتمكين الشعب من اختيار رئيسه، والابتعاد عن أي تدخلات خارجية.
وأكدت المكونات رفضها لما وصفته بـ”تدوير الأزمة الليبية” من قبل البعثة الأممية، مشددة على أن الشعب الليبي هو صاحب الحق الأصيل في تقرير مصيره واختيار قيادته عبر انتخابات مباشرة، وداعية البعثة إلى احترام إرادة المواطنين والابتعاد عن المسارات الحوارية غير الفعالة.
فيما دعت الأندية الرياضية في بلديتي الجفرة وزلة بعثة الأمم المتحدة إلى اتخاذ موقف واضح ينسجم مع إرادة الشعب الليبي، مؤكدة أن الليبيين لهم الحق الكامل في اختيار رئيس للبلاد لتوحيد مؤسسات الدولة وإنهاء الانقسام، وشددت على ضرورة أن يكون صندوق الاقتراع هو الفيصل.
كما طالب أهالي بني وليد بإجراء الانتخابات الرئاسية العاجلة، مؤكدين رفضهم لأي تدخلات خارجية، مشيرين إلى أن الوطن يعاني من أزمات مالية واقتصادية وأمنية حادة وأن الانتخابات تمثل الطريق لتصحيح مسار استعادة الدولة.
وفي جنزور، خرج المتظاهرون أمام مقر البعثة الأممية للمطالبة بإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن، وإنهاء الحروب والانقسامات التي يعاني منها الشعب الليبي.
وأعلن أهالي درنة العصيان المدني الشامل، مطالبين بإجراء الانتخابات الرئاسية في أسرع وقت، ووصفوا ذلك بأنه حق شرعي أصيل والطريق الوحيد لإعادة بناء شرعية الدولة، مؤكدين رفضهم لتدخل البعثة الأممية في الشؤون الداخلية وجمع التبرعات على حساب الشعب الليبي.
وأكد شباب بنغازي على ضرورة إجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة لإنهاء الفوضى السياسية المستمرة وزيادة التشظي والانقسام، محذرين من استمرار العبث السياسي والممارسات المتهورة التي تستهدف المناصب والمكتسبات على حساب المواطن.
وأعرب أهالي وحكماء بلدية أوجلة عن دعمهم لإجراء الانتخابات الرئاسية العاجلة باعتبارها الطريق الوحيد لإنهاء الانقسام السياسي واستعادة الاستقرار، مؤكدين ضرورة فتح باب الترشح وتمكين المواطنين من اختيار رئيسهم عبر صناديق الاقتراع دون تأجيل أو وصاية.
وأصدرت حرائر مدينة مرزق بيانًا طالبت فيه بتوحيد مؤسسات الدولة وإجراء الانتخابات الرئاسية لتخفيف المعاناة الإنسانية في المدينة نتيجة تدهور قطاعات الصحة والتعليم والكهرباء والمياه، مؤكدات أن انتخابات واختيار سلطة شرعية موحدة يمثلان الطريق الأمثل لإنهاء الفوضى وإعادة الاستقرار.
وأعلن أعيان ومشايخ ومؤسسات المجتمع المدني ومكونات فزان من مدينة سبها دعمهم لإجراء انتخابات رئاسية مباشرة وفتح باب الترشح أمام جميع من تتوافر فيهم الشروط القانونية، مؤكدين رفضهم الاعتماد على الأطراف الخارجية والمنظمات التي أخفقت في تقديم حلول، مشددين على حق الشعب الليبي في اختيار رئيسه بحرية.
كما دعا الحراك السلمي ببلديتي برقن وإدري الشاطئ إلى الإسراع في انتخاب رئيس للبلاد كخطوة حاسمة لإنهاء الانقسام السياسي واستعادة الاستقرار، مشيرين إلى أن تأخر الاستحقاق الرئاسي يزيد من الأزمات الاقتصادية والخدمية ويؤثر سلبًا على حياة المواطنين.
وأصدر المجلس البلدي وأعيان ومختارو المحلات ومؤسسات المجتمع المدني ونشطاء بلدية تازربو بيانًا طالبوا فيه بإجراء انتخابات رئاسية عاجلة لضمان توحيد مؤسسات الدولة وإنهاء حالة الانقسام، مؤكدين أن استمرار انقسام الدولة وغياب رئيس موحد أدى إلى تفاقم الأزمات المعيشية وتحميل بعثة الأمم المتحدة مسؤولية إطالة الأزمة.
وأصدرت مدينة طبرق بيانًا دعت فيه إلى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية موحدة، مؤكدة أن الشعب الليبي هو صاحب الحق الأصيل في تقرير مصيره، وطالبت المجتمع الدولي بالوقوف إلى جانب الشعب واحترام مطالبه الشرعية.
كما شارك العاملون في القطاع الصحي ضمن المظاهرات الشعبية المطالبة بإجراء الانتخابات الرئاسية، مع توفير الوزارة للإجراءات اللازمة لضمان سلامة المشاركين، ورفع الجاهزية الكاملة لجميع الفرق الطبية والإسعافية وتأمين المستلزمات الطبية ونقاط الطوارئ في مناطق التجمعات.
وشارك أكثر من 24 مرفقًا صحيًا في دعم المظاهرات، منها: عيادة الماجوري، عيادة خالد بن الوليد، إدارة الخدمات الصحية البيضاء، المركز التخصصي لطب وجراحة الأسنان ببنغازي، مركز الكيش التخصصي، إدارة الخدمات الصحية درنة، إدارة الخدمات الصحية جالو، العيادة الجامعية الصابري، مستشفى بنغازي للنساء والولادة والطوارئ، مستشفى توكرة للإسعاف والطوارئ، مستشفى الهواري العام، إدارة الخدمات الصحية سلوق، مركز القلب بنغازي، الخدمات الصحية المرج، مستشفى النفسية بنغازي، مستشفى طب وجراحة الأطفال بنغازي، مركز طبرق الطبي، مستشفى شحات التعليمي، مستشفى الحنية العام، مركز العيون بنغازي، مركز بنغازي الطبي، مركز الأورام بنغازي، مستشفى المرحوم علي بومسعود القروي بنينا، ومركز خدمات الكلى بنغازي.
وفي بنغازي، شارك مركز الأسنان، عيادة الصابري، مستشفى العيون، عيادة الكيش، مركز القلب، مستشفى الهواري، مستشفى الأطفال، مديري الخدمات الصحية، وفرق الإسعاف في المظاهرة، دعماً لحق المواطنين في التعبير عن آرائهم الديمقراطية مع ضمان تقديم الرعاية الطبية الطارئة لجميع المحتجين.
تؤكد هذه التحركات الشعبية والمواقف الرسمية على وحدة الهدف بين المواطنين والمؤسسات الرسمية في ليبيا، المتمثل في ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية دون تأجيل، لإعادة بناء الدولة على أسس ديمقراطية وتوحيد مؤسساتها.
كما تعكس التظاهرات المطالبة بالاستحقاق الانتخابي قوة إرادة الشعب الليبي وإصراره على ممارسة حقه الديمقراطي في تقرير مستقبله، بما يعزز الاستقرار ويضع ليبيا على طريق التنمية وإعادة البناء.
