قصة : عصام الصابري
بينما كان جالسا تحت قدميها وعيناه تتابعان نبضها عبر شاشة معلقة عند رأسها , دخل الطبيب يسبقه ظله عبر باب الغرفة .
همس بصوت مرتعش :
_ هل لي بالتحدث إليك خارجا ؟
شخص ببصره في أخته القابعة على كرسي في الزاوية ترتل آيات من الذكر الحكيم واستجمع قواه وانتصب واقفا يتبع الطبيب عبر باب الغرفة .
التفت إليه الطبيب مطرقا برأسه وقال :
_ آسف توقفت كل وظائف الجسم عن العمل .
_ وهذا النبض ؟ وهذا الشهيق والزفير الذي تظهره الشاشات ؟
_ كل ذلك صناعي , فالكبد قد توقف وكذلك الكلى والرئتان والمخ .. ماعاد يصدر إشارات وحدقة العين جامدة لا تستجيب للضوء .
واسترسل الطبيب قائلا :
_ انتظرنا ثلاثة أيام دون جدوى وجسمها قد تشبع بالسموم ونحن في مثل هذا الوضع , نستأذنك الموافقة على رفع الأجهزة المساعدة من عليها لتستريح من عنائها .
وهو يستمع إلى هذه الكلمات الجامدة التي تعود الأطباء على إلقائها وعقله يحضر مرة ويغيب مرات عبر أكثر من عقدين ونصف من الزمن كانت مليئة بالحب والكفاح , فهي أم لست زهرات تفتقن من غصنها ملأن حياتهما عبقا ونضارة محدثا نفسه ” وهل أنا مخول في أن أسلبها الحياة بجرة قلم ؟ وهل أسامح نفسي وأتعايش مع حياة مجهولة المعالم ؟ وهل أستطيع أن أرفع عيني في بناتي إن فعلت ؟ والأهم هل كانت ستفعل ذلك بي إن انعكست الأدوار ؟ “
أسئلة تحتاج إلى إجابات منه ليحرك أطراف يده على ورق أعطاه له ذلك الطبيب عبر القلم .
…………
لحظات كأنها الموت , يمر فيها الشريط بمحطات قديمة حديثة .. كيف يفعل وهو منذ أيام ثلاثة فقط راودته بلطف وقد أرهقها الألم حتى لا تكاد تسمعها إلا همسا ” وين راسك ” فدنى وتدنَّى حتى لامس خده شفتيها .. حاولت جاهدة وضع يدها حول رقبته عبثا فرفعها لها حتى نالت مبتغاها , قبلته وهمست ” نحبك ياعصيم ” ثم ذهبت في نوم عميق ومازال في الانتظار .
كيف يفعل وقد كان يدندن عند رأسها بأبيات بلهجته العامية ودموعه تتساقط على خديها :
ادلعي ..
كيف ماتبي علي تدلعي ..
بس انهضي ..
وفي من جديد اطلعي ..
مازال في المشوار فاضل نصه ..
ومازلت نقرالك عقاب القصة .
ومازااال
تعطي البنات ويمتلا حوشك عيال
غير ركزي
نعكز عليك وانت علي اتعكزي
أنا عارفه عزمك قوي وتنوضي ..
الله والنبي ماتكسريلي حوضي
وكان عالدلع …
نعطيك منه فوق فوق حد الشبع ..
وادلعي ..
!!!!!!
استجمع قواه ودخل عليها ودنى منها وشرع في مخاطبتها بيقين أن الله سيبلغها كلماته :
_ حبيبتي استمعي إليّ جيدا .. طلب مني الطبيب أن أوافق على نزع ماعلق بك من أجهزة مساعدة .. وقد استخرت الله وعزمت على التوقيع بشرط أن يتركوا جهاز التنفس يعمل ويقيني في الله أنه هو من أمات وأحيا .. وسأرقيك بآيات الإحياء وأستودعك عند رب الأرض والسماء .. فوالذي جمع بيننا ما سألته يوما فخذلني .
بهذه الكلمات دندن في أذنها وأردف بتلاوة بعض آي الذكر الحكيم ويده على رأسها .. ثم قبل خدها ويدها وانحدر إلى رجلها فقبلها ودموعه تسبقه .. وانسحب من الغرفة يمشي القهقرى وعيناه عليها .. فإذا بالطبيب يربت على كتفه وبيده بعض الوريقات .. فأخذها ويداه ترتعدان بالكاد أمسك بالقلم وأغمض عينيه لبرهة وزفر زفرة كادت روحه تخرج معها .
ووقع وضى بضع خطوات وخر على ركبتيه فالحمل ثقيل ورغم يقينه وتسليمه بأمر الله إلا أن بشريته تغلب عليه .. بكى برهة من الوقت وغادر مطرقا رأسه ممسكا بسبحته التي ربط بطرفها دبلتها التي كانت بإصبعها مرددا
” يا ودود , يا ودود , يا ودود ” .
في ركن من شرفة بأحد أحياء عمان تكور على كرسيه يصارع تزاحم الأحداث في رأسه المثقل محاولا إسكات صدى كلمات ألقاها الطبيب عليه ” سيستغرق الأمر بضع سويعات وينتهي ” .
وفي كل مرة يفزعه رنين هاتفه فينتفض واقفا ولسان حاله يلهج ” اللهم سلم سلم ” .. فتأتيه أصوات أحبه على الطرف الآخر مواسية باكية داعية لها .. أنهكت قواه ولم يعد قادرا على ترديد عبارات رتيبة التكرار .. اشتد سواد الليل واشتدت معه عزيمته وبات يفكر بمنطق الواقع ومايمليه عليه الوضع من ترتيبات لما هو متوقع .. وفجأة انتصب واقفا واضعا كلتا يديه على رأسه فقد ترك أصغر ابنتيه في بلد غير البلد وهما على ذاتجواز سفر أمهما كيف لم ينتبه ؟
يؤنب نفسه ليعود فيواسيها ” أنى لك أن تعلم أن كل هذا سينتهي بهذه السرعة فقد اشتكت من رأسها ثلاثة أيام فقط ولم يكن في جيبك غير ورقة يتيمة مكتوب عليها 100 دولار … من سخر لك تذاكر السفر ومصاريف بيت في غربة مغلق على 6 بنات وحدهن ؟ ألم تسلم أمرك لربك منذ أن كتب عليك الهجرة فلم يخذلك ؟ احذر من الاتكال على نفسك .
انتصب فتوضأ وصلى وأمسك بمسبحته وأصابعه تتحسس دبلتها المتدلية منها وانتبه : لقد مرت سبع ساعات !!!
فخرج مسرعا إليها تعلوه سكينة غريبة لم يشعر أي الدروب سلك حتى أزاح الستار عن باب غرفتها .. السكون يعم المكان إلا من أصوات الأجهزة .. القلب مازال ينبض وكيس البول يكاد أن يمتليء فالتفت إلى الممرضة التي بادرته بابتسامة وإيماءة برأسها توحي بالتعجب وأردفت قائلة ” لا أدري ماحدث فهذه ثالث مرة أفرغ كيس البول وكأني بالكلى قد عادت للعمل .. وقد استدعيت طبيبها وهو في طريقه إلى هنا .
وماهي إلا لحظات حتى دخل الطبيب فألقى التحية وباشر بإغلاق الستائر وأطفأ الأنوار وأمسك بمصباح وأخذ يمرره على حدقة العين وفجأة صرخ :
” وااااو , وااااو ” ثم استدرك _ ” لا إله إلا الله ” .. فعل ذلك مرارا حتى أدمعت عيناه .. كل هذا وهو يراقب الطبيب متسمرا في مكانه ينظر من خلال دموعه ولسانه يلهج ” الحمد لله الذي أحياها بعد ما أماتها وإليه النشور ” .
مر على ذلك الوضع ثلاثة أيام ترقبا لقدرة الله وسط عجز الطبيب عن أي تفسير .. غير سبحان من أحيا العظام وهي رميم .. الكبد والكلى أزالت كل ما خزنه الجسم من سموم وذلك الجسم الذي كان كالبالون قد ذهب كل ما به من انتفاخ ونتائج التحاليل تنبئ أن لا أثر لذلك الفيروس اللعين لا شيء سوى سماعات بأذنيها ترتل القرآن وذاك الخرطوم بحلقها متصل بجهاز تنفس اصطناعي وفي صباح اليوم الرابع دخل كعادته عليها وإذا بها شاخصة ببصرها في سقف الغرفة ……
” يا الله ما أعظم فضلك ها هي تفتح عينيها وإن كانت فاقدة الإحساس بكل أطراف جسدها لا يهم المهم أنها هنا ” .. كان يحدث نفسه والدمع قد بلل جبينها الملتصق بشفتيه .
بينما هو جالس بقربها وكما هي العادة مرور الأطباء كل صباح غير أنهذه المرة ليست كسابقاتها فقد باتت غرفتها مزارا لكل طاقم المستشفى دون استثناء خروج عن المألوف في كل شيء حتى تكاليف العلاج التي لا قبل له بها سخرها له الله من حيث لا يدري فكانت تأتيه رسائل بأرقام حوالات لا يعلم مرسليها حتى يعيد الاتصال بأصحابها كيف لا وهو ابن مدينة ربت وتربت على صنائع المعروف فنضحت على كل من قطنها ناهيك عن دعوات صالحات في ظهر الغيب .
مر أكثر من أسبوعين وهي على وضعها دون حراك وبدأ الخوف من مضاعفات ذاك الخرطوم المستقر في قصبتها عبر الفم .. فقرروا أن يصنعوا لها فتحة أسفل الرقبة للتنفس وكل الخشية كانت من الاستفاقة من التخدير ولكن لا خيار بديل وكان لطف الله ورحمته هو السائد ومرت بسلام .
دخل عليها فاستنار وجهها بابتسامة صفق لها كل من حضر وحركت شفتيها بالحمد لله لأول مرة وإن كانت بلا صوت فالله يسمعها وبات التواصل معها أسهل بكثير وقرر الطبيب تجربة رئتيها أن بدأ ينقص جهاز التنفس رويدا رويدا إلى أن أطفأه وانتظر قرابة الربع ساعة وهي تتنفس بكل سلاسة .
وبدأ مشوار العلاج الطبيعي وكان المختص إذا بدأ الجلسة يأمر بإخلاء الغرفة لأيام ثلاثة لم تستجب له بشيء الأمر الذي أصابه بنوع من الإحباط .. فأخبرته الممرضة عن تواصلها مع زوجها فاستدعاه طالبا منه حضور الجلسة لعلها تستجيب له .. فدخل وأمسك يدها ونظر في عينيها برهة من الوقت حتى سال الدمع من كليهما وقال : ” لن أمشي معك في الطرقات وأنت على كرسي . ولن أعود إلا ويدك في يدي” فتعاهدا على ذلك وبإصرار عجيب بدأت الحياة تدب في تلك الأطراف يوما بعد يوم ونظرا للتكلفة العالية لغرفة العناية وبعد استشارة الطبيب قرر إخراجها إلى البيت ورضخ لكل الشروط ” فجهز لها غرفة بكل ما تحتاج من أجهزة ومعدات عبر شركة متخصصة وأحضر لها طاقم تمريض يتناوبون عليها طوال اليوم .. تجربة جديدة وعالم غريب عليه ومسؤولية قرار اتخذه بإخراجها .. أيام تمر مليئة بآلام المثابرة ودموع الفرح بكل تقدم يحرزانه .. فأراد أن يكافئها فأرسل في طلب ابنتهما الكبرى للقدوم .
البنت الكبرى
حكمت ظروف الحياة على أسرتها أن تكون في مهجر عن الوطن فكانت نسخة عن أبيها وبجدارة وصقلتها المساحة التي منحها إياها فكانت أول تجربة لها في السفر وحيدة وكذلك أول ركوب لطائرة فامتزجت مشاعرها بخوف طبيعي من كل ما هو جديد .. غير أن الهدف كان أكبر من أي عوائق قد تعترضها .. وخاضت التجربة بثبات وجلد حتى لاح لها من بعيد وجه أبيها فأخذت تجري نحوه غير عابئة بمن حولها حتى ارتمت في حضنه كطفلة خرجت لتوها من أول يوم مدرسي .. حضن وبكاء وأسئلة وإجابات في آن واحد.. طبطب عليها واحتواها كعادته وبات يهيئها لما ينتظرها وكيفية التعامل معه وما الممنوع والمسموح وكيف أنه قرر الاستغناء عن طاقم التمريض إلا من واحد .. الأمر الذي يحتم عليها تحمل عبء نفسي شديد في التعامل مع من تحب بطريقة قد تؤلمه
كان قد أجلسها على كرسي وقد مشط شعرها ضفيرتين قبل خروجه فبدت كطفلة تنتظر شروق يوم عيد وكان اللقاء الذي أبى إلا أن يبدل الأدوار بين أم وابنتها .
أسبغ تواجد ابنتها ونفحات شهر رمضان دفئا على المكان وشد من عزيمتها فباتت أكثر إصرارا وتشبثا بالحياة .. فزهدت في كرسيها ذي العجلات خاضت مشقة تعلم المشي من جديد ونجحت وازداد تشوقها لكل ما أفقدها المرض من نعم .. قل من يؤدي شكرها .. فأصرت على نزع الخرطوم البالغ معدتها عبر أنفها رغم أن طبيبها قد حذر من ذلك لعدم مقدرتها السيطرة على البلعوم وبعيون يملؤها الرجاء رضخ لطلبها فكانت أول جرعة ماء تتلذذ بطعمها منذ شهرين فابتلعتها بحذر وحرص شديدين لتثبت له أنها قادرة .. انتظر حتى الصباح واتصل بطبيب التغذية الذي استشاط غضبا وأمر بإعادة الخرطوم لأسبوعين آخرين وهنا وليقينه بعزيمة زوجته رفض أمر الطبيب وطلب مقابلته مهددا بمراجعة غيره فكان له ما أراد .
لم يرها طبيب التغذية منذ أن كانت لا تملك من أمرها شيئا وحين دخلا عليه المستشفى لإجراء تجربة البلع تحت التصوير .. سلم عليه بوجه متجهم وبادره بالسؤال :
_ أين زوجتك ؟
فاحتواه بابتسامة واثقة مشيرا إليها بعينيه …
_ تلك التي تقف إلى جوارك .
تسمر الطبيب في مكانه لبرهة غير مصدق ما يرى ثم بادر بالتجربة بسوائل ثم بمواد أكثر صلابة فابتلعتها بكل سلاسة فأسقط في يده ولم يجد بدا من الاعتذار لهما عما بدر منه .
استمرت على ذلك الوضع لبضعة أيام وهو يحاول التواصل مع طبيبها دون جدوى .. فهو يمر بوضع نفسي شديد الصعوبة ولم يأتِ لعيادته منذ أكثر من أسبوع بسبب تواجد والده في العناية الفائقة .. وهنا قررا اقتحام خصوصيته فيها.
( موعظـة )
بينما كان الطبيب داخل غرفة العناية لاحت له عبر زجاج الغرفة مع زوجها وقد بلغ منه الحزن مبلغه غير أنه انتفض من مكانه وهرع خارجا لاستقبالهما مكبرا ومهللا .. فلم يتوقع هذا التحسن الكبير الذي طرأ عليها .. فلم يتمالك نفسه من البكاء وأشار إليها أن الذي يرقد هو والده .. يا الله فمنذ خمسين ليلة ( في ذات المكان ) .. زوجته تحتضر وهو قابع عند قدميها والطبيب يواسيه ويقول :
” عدت إلى البيت مهموما فسألني أبواي فقصصت عليهم كيف أن زوجتك جاءتني تمشي على قدميها وها هي تحتضر دون أن أستطيع لها شيئا .. فأخذا يتضرعان لله أن يشفيها وكأنها ابنتهما .
وها هي اليوم واقفة على قدميها رافعة أكفها تبكي تضرعا لله أن يشفي رجلا ثمانينيا يحتضر وقد كان المكان يعج بكل أطقم العناية يتهامس بعضهم لبعض مستغربا نجاتها فأبكت كل من حضرها .
تمالك الطبيب نفسه في ذاك الجو المشحون بالشجن وقال له _ أعتقد أن زوجتك ما عادت تحتاج وصلة التنفس التي بأسفل رقبتها يمكنكم إزالتها … وناوله ورقة قد كتب فيها علاجا ثم عانقه بقوة وانصرف .
……………….
رغم صعوبة المشي إلا أنها كانت بالكاد تمس الأرض بقدميها .. فراشة خرجت من شرنقتها للتو .. استعادت القدرة على السير وتذوقت طعم الأكل ولم يبق إلا سماع صوتها الذي اشتاقت كما الجميع لسماعه .
أجلسها على السرير وطلب منها السعل إذا ما بلغ الرقم ثلاثة في العد .. استجمع قواه وشاح بوجهه عنها وبدأ في العد ” واحد اثنان ثلاثة ” سعلت فسحب تلك الوصلة أسفل العنق حتى استقرت في يده أشرق وجهها واغرورقت عيناهما فرحا فسارع في وضع قطعة من الشاش عليها فهمست بصوت طفولي رقيق خافت ملأ المكان بهجة ” عصام ” نسيبة الحمد لله رب العالمين .
قبل رأسها فجبينها فخدها ويديها وبينما هي بين ذراعيه همس في أذنها :
_ بعد غد عيد الفطر فهل نجعل فرحة البنات فرحتين فندخل عليهم فجأة ليلة العيد ؟
فضمته إليها بشدة من المفاجأة :
_ لم تمهل صوتها طويلا حتى أخذت بطرح الأسئلة عما حدث لها من البداية فمنذ أن أصابتها حرارة مرتفعة في بيتها بالقاهرة منذ شهرين لا تتذكر شيئا .
أجلسها على الأريكة وجلس بين يديها اختلطت كلماته بدموعه وهو يعود بالذاكرة إلى معاناة ليست بالبعيدة وهي ممسكة بكلتا يديه ..
_ أتذكرين حين مرضت صغيرتنا بالجدري المائي واستفردت أنت بعلاجها وملازمتها ؟ هنا تسلل إليك هذا اللعين وربض في جسمك حتى تمكن من خلايا المخ فطور من نفسه دون إنذار حتى بلغ السحايا .. وأخذت أركض بك بين مصحات القاهرة دون جدوى فقررت السفر إلى عمّان ماهي إلا أيام ثلاثة هناك حتى غبت عن عالمنا جسدا متشبثا بالحياة عبر أجهزة ولكن إرادة الله كانت هي الأقوى .. وها أنت بيننا شاهدة على ذلك .
وأراها بعضا من الصور التي كان قد التقطها لها وبعثها لبناتها أولا بأول .. طلبت هاتفها وسجلت مقطعا بصوتها تشكر فيه الجميع وبعثته لهم .
أفطرت بناته عند عمهن آخر أيام رمضان وبينما كن جالسات .. فتح الباب فظننه العم .. وإذا بها تدخل عليهن في مشهد لا تجد الحروف إليه سبيلا .
______________
دروب ( صدرت في الجزء الأول ) من المعتكف عنوانه ( المربوعة ) , عبرة وعبرة ( صدرت في الجزء الثالث عنوانه ( حديث الجدران ) من كتاب المعتكف الكتابي .. قصتان للشاعر عصام الصابري .. ضمهما كتاب المعتكف الكتابي .. سلسلة من الإصدارات عنوانها العام المعتكف الكتابي وردت قصص الشاعر الليبي والقاص ضمن مجموعة من القصص لعدد من القاصين من كافة البلاد العربية .. تقول صاحبة الفكرة إنها ولدت من رحم الغيب وأذكتها شرارة الأحلام بغد أفضل . غد نريد أن يحمل لنا في طياته نور الكلمات المنمقة في ثوب أدبي متفرد من نوعه . نور تحتاج إليه العقول المتعطشة لأدب جيد جدير بالقراءة والتصفح .
المعتكف الكتاب وليد أحلام الروائية هدى أنور التي ما أن أنهت عملها الأول بعد توقف عن الكتابة دام أربعة عشر عاما .. حتى أرادت أن تكون دليلا على الطريق لمن هم قادمون بعدها وأن تقتصر مسافة السير في مجال الأدب على الشباب الموهوبين في الكتابة .. فأسست كيانا من خلاله يجد من لديه موهبة الكتابة الملجأ والملاذ والعون في رحلته الكتابية حتى يصل إلى مصاف ومناص الأدباء هذا العمل هو مزيج من أحلام أدباء المعتكف الكتابي .. هي قطع فنية وضعت جنبا إلى جنب .. لتخرج إلى النور تحفة ثقافية تخبر الجميع أن العمل الأدبي الجماعي هو بداية الطريق للنجاح والتميز الفرديين .. هذا العمل كما جاء على غلاف الكتاب الأخير .. تهديه إلى القارئ الذي سيجد متعة القراءة لأعمال متفرقة تحمل روح مؤلفيها وتهديه إلى أرواح أدبائنا الكبار الراحلين الذي سبقونا وألهمونا ودفعونا لمواصلة الطريق .. وتختم بجملة من التواضع بمكان تقول (( آملين أن نكون على قدر التكليف )) .
