رامز النويصري

معارض الكتاب لم تعد مجرد أسواقٍ للناشرين أو محطاتٍ لبيع العناوين الجديدة، بل تحوّلت إلى فعلٍ ثقافيّ شامل يعيد تشكيل علاقة المجتمع بالمعرفة

على القارئ أن يوجّه بوصلته نحو محتوى المعرض ، لا هويةِ مُنظّمه .. فالمعرفةُ هدفٌ نبيل، ومنارةٌ تستحق الإيقادَ والاستمرار، بغضّ النظر عن اليد التي حملت الشعلة فاستمرار حركة الثقافة هو المكسب الحقيقي .


معارض الكتاب ليست مجرد مكان لالتقاء الناشرين هدفُها الكسبُ الماديُّ، وهو حقٌّ مشروع، بل هي مهرجانات وفعاليات ثقافية وفكرية تُشكّل شرايينَ حيويةً تُجدّد وعي المجتمع وثقافته، وتبني رأسماله المعرفي.

معارض الكتاب أصبحت فضاءات تنبض بالحياة، تتقاطع فيها الأفكار وتتوالد الأسئلة، وتُبنى من خلالها جسورٌ خفية بين القارئ والكاتب، وبين الوعي والواقع

معارض الكتاب للمجتمع تتجاوز الأبعاد التجارية قصيرة المدى؛ هي فضاءات للتعايش الفكري، وقياسٌ لنبض الحراك الثقافي، ومؤشرٌ لمدى اهتمام الأمة بالمعرفة بوصفها قوةً ناعمةً، وهو ما يفيدها على المدى الطويل

معارض الكتاب – تُسهِم في خلق بيئة حاضنة للحوار، وترفع الذائقة العامة، وتُعزّز الهوية الثقافية في وجه طغيان الإعلام السريع ، ونحن كالليبيين في أمسّ الحاجة إليها.
