أطلق نائب القائد العام للقوات المسلحة الليبية، الفريق أول ركن صدام خليفة حفتر، أمس الاثنين، مشروع “الوفاء لفزان” بمدينة سبها، المبادرة الوطنية الرامية إلى تحفيز القطاع الخاص وإنعاش الاقتصاد المحلي في إقليم فزان.
وتأتي هذه الخطوة ضمن جهود القيادة العامة لدعم التنمية الاقتصادية وتمكين الشباب، وخلق فرص عمل حقيقية، في وقت يشهد الجنوب تحديات اقتصادية كبيرة وارتفاع معدلات البطالة.
أهداف المشروع ورؤيته
يهدف مشروع “الوفاء لفزان” إلى تمكين القطاع الخاص المحلي ودعم الشباب في مختلف مناطق الجنوب، من خلال تقديم برامج تدريبية وإرشادية متخصصة في ريادة الأعمال والمهن التقنية، إلى جانب منح مالية لتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
ويستهدف المشروع تمويل 1000 مشروع في مجالات متنوعة تشمل الزراعة، الصناعة، الخدمات، والسياحة، مع تقييم المشاريع وترشيحها عبر خبراء دوليين لضمان الشفافية والمهنية وتحقيق أفضل النتائج الممكنة.
وأكد الفريق أول صدام حفتر، في كلمة مسجّلة خلال حفل الافتتاح، أن المبادرة تأتي ضمن رؤية شاملة لتمكين الشباب وتعزيز النشاط الاقتصادي المحلي، مع متابعة دقيقة لمراحل التنفيذ، وتوفير الدعم المالي المباشر للشباب دون تعقيدات بيروقراطية، فضلاً عن احتضان الأفكار الريادية وتحويلها إلى مشاريع قابلة للاستدامة.
الركائز الإستراتيجية للتنفيذ
يتم تنفيذ المشروع عبر ثلاثة مسارات رئيسية: الدعم الفني والمالي للشركات القائمة لضمان توسعها واستمراريتها، احتضان الأفكار الريادية من خلال التوجيه والإشراف لتطوير المشاريع الناشئة، دعم القطاعات الحيوية مثل الزراعة والصناعة والسياحة لتعزيز الإنتاجية المحلية وخلق فرص عمل مستدامة.
ويستمر المشروع لمدة عامين، مستهدفًا بناء قاعدة اقتصادية متجددة تعتمد على الكفاءات المحلية وتوفر فرص عمل للشباب، بما يساهم في الحد من الهجرة الداخلية والخارجية وتحقيق التنمية في الجنوب.
مشاركة واسعة ودعم مجتمعي
وشهد حفل الافتتاح حضورًا رسميًا واسعًا، بما في ذلك ممثلين عن ديوان مجلس الوزراء بالمنطقة الجنوبية، المجلس البلدي سبها، وعدد من مسؤولي القطاعات المختلفة، إلى جانب آلاف الشباب الباحثين عن فرص عمل حقيقية.
كما حضر الفعالية عمداء البلديات وروّاد الأعمال والناشطون الاقتصاديون، إلى جانب عدد كبير من الشباب، الذين عبروا عن تقديرهم للمبادرة واعتبروها خطوة ملموسة تعيد الأمل إلى منطقة فزان.
من جانبه قال الناشط السياسي سليمان البيوضي إن مبادرة “الفريق صدام” تمثل حجر الزاوية لإحياء فزان وتعزيز القطاع الخاص، موضحًا أن الإقليم تعرض سابقًا لمحاولة تغيير ديموغرافي خطيرة، وأن صمود أهالي المنطقة حافظ على هويتها الوطنية.
وأضاف البيوضي في تدوينة على فيسبوك: “الوقت قد حان ليجني سكان فزان ثمار صبرهم الطويل.
وأشار إلى أن المبادرة تمثل فرصة للشباب الليبي الباحث عن العمل والمستقبل”، داعيًا الشباب إلى التوجه نحو فزان وبرقة، واصفًا المدينتين بـ”حكاية أمل وفرصة لبناء الذات”، بينما أشاد ببنغازي التي “نهضت من جديد” كمركز للفرص الاقتصادية.
أثر المبادرة على التنمية المحلية
تستهدف المبادرة إعادة تنشيط الدورة الاقتصادية في الجنوب الليبي، من خلال: خلق سلاسل إنتاج وتوريد جديدة داخل المدن والقرى، توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة للشباب، تحفيز الأسواق المحلية وتنمية القطاع الخاص، تعزيز الاستقرار الاجتماعي وتقليل دوافع الهجرة نحو المدن الساحلية.
وأشار القائمون على المشروع إلى أن المبادرة تعتمد على مبدأ المشاركة الفعلية للشباب في إدارة المشاريع، وليس مجرد منح مالية جاهزة، لضمان بناء قدراتهم وتمكينهم من صياغة مستقبل مناطقهم بأنفسهم.
رسالة اجتماعية وإنسانية
تمثل المبادرة أيضًا رسالة اجتماعية وإنسانية، إذ تهدف إلى دعم الاستقرار الأسري عبر توفير مصادر دخل جديدة، تعزيز دور النساء في الاقتصاد المحلي من خلال دعم رائدات الأعمال، حماية الشباب من الانخراط في أعمال غير مستقرة أو الهجرة غير القانونية.
ويؤكد القائمون على المشروع أن نجاح “الوفاء لفزان” لن يقتصر على المشاريع الفردية فقط، بل سيمتد ليخلق منظومة اقتصادية محلية متكاملة تعزز من قدرة الجنوب على الاكتفاء الذاتي وتحقيق تنمية مستدامة.
يمثل مشروع “الوفاء لفزان” خطوة إستراتيجية لإعادة إحياء الجنوب الليبي عبر الاستثمار في طاقات الشباب وتمكينهم من قيادة التغيير في مناطقهم.
المبادرة التي أطلقها الفريق صدام حفتر، لا تعد مجرد دعم مالي، بل رسالة واضحة بأن التنمية الحقيقية تبدأ من المشاركة الفعلية والإيمان بقدرات الشباب، وتعيد الاعتبار لإقليم فزان كرافد اقتصادي واجتماعي مهم في ليبيا.
