أطلق أطباء جزائريون جرس إنذار، بعد تسجيل حالات وفيات وأمراض ناجمة عن استخدام تقليدي لمادة “الكحل” على الرضع وحديثي الولادة.
وحذر مختصون من مخاطر ممارسة شعبية متوارثة تتمثل في وضع “الكحل” للرضع وحديثي الولادة، وذلك بعد تسجيل وفيات وحالات تسمم حاد بالرصاص.
وشهدت الجزائر ارتفاعًا في عدد الحالات، بينها وفاة رضيع يبلغ 14 شهرًا بعد بلوغ مستوى الرصاص في دمه 102 ميكروغرام/ لتر، إضافة إلى إصابة رُضع آخرين تراوحت مستويات الرصاص لديهم بين 52.5 و722.4 ميكروغرام/ لتر، وهي مستويات تتجاوز بكثير الحد الذي تعتبره منظمة الصحة العالمية خطيرًا على الأطفال، والذي لا يتعدى 50 ميكروغرام/ لتر، بحسب مختصين.
وأكد الأطباء أن التعرض لمادة الرصاص قد يؤدي إلى فقر الدم والتشنجات والغيبوبة والوفاة. وحتى في حال بقاء الطفل على قيد الحياة، يبقى معرضًا لإصابات دائمة تشمل تأخر النمو واضطرابات سلوكية وعجزًا إدراكيًا.
وتم تسجيل وفيات وحالات خطيرة بسبب طقوس علاجية شعبية لا تزال متجذرة في بعض المناطق. ويرى مختصون أن استمرار اللجوء إلى “الكحل” يعود إلى معتقدات قديمة، من بينها اعتقاد أنه يحمي الرضيع من الإضاءة أو “العين”، مشددين على أن الكحل التقليدي مادة ترابية تحتوي على نسب مرتفعة من الرصاص.
ويشدد الأطباء على ضرورة التخلي عن هذه الممارسات، مشيرين إلى أن بعض التقاليد، مثل “التقميط”، ووسائل معالجة الأمراض الشعبية تتسبب في أضرار صحية جسيمة، وأن وعي الأهل والاحتكام إلى المصادر الطبية الموثوقة بات ضرورة ملحة لحماية الأطفال.
