عائشة الاصفر
” تبدأ الكتابة حيث يبدأ إعمال العقل، تفجرها داخلنا أسئلة كافرة عصية تنشب أظافرها في أذهاننا. تسيل الكتابة داخلنا قبل الورق. قبل الورق كتبت الكثير من الروايات ليلًا على سقف غرفتي وتحت لحاف نومي، لكنها تغادر إلى الشمس مع ضجيج الصباح، عادة الوجع يسبق التعبير عنه، والكتابة تدوير للوجع في حكاية تخيلية موازية للواقع، إنهما مستقلان يربطهما إيقاع الألم .“
……………..
” اليوم مع خطاب الانفصال والتجزئة والتخوين تراجع الأدب الأصيل، وتعملق الفقر والكره، اليوم يسألون (مِن أين أتوا؟ لا إلى أين ماضون؟)، غدت الهويّة هويّات، واتسعت الزنزانة صارت (وطن). ”
……………..
” اعتبر نفسي ابنة جغرافيا عربية شاسعة من المحيط إلى الخليج بكل حضاراتها وتاريخها انتصاراتها وانتكاساتها، لهجاتها وحتى رائحة قهوتها وأسماء خبزها وموروثها الذي سقتني إياه بلادي ليبيا بكل طقوسها المتنوعة.“
……………..
” الإنسان ابن بيئته، ووعي الإنسان هو ثقافته الشعبية وخبراته المعرفية المتراكمة والتي تتشابه لدينا في المجمل كعرب، وإن كان لكل جغرافيا خصوصيتها. والكاتب نتاج ذلك . “
……………
” قبل حتى أن تتضح اللغة، كتب الأولون ورسموا على الكهوف وعلى الخشب والطين وأوراق النباتات، عبروا ووثقوا حياتهم قبل أن يعرفوا الحروف الحديثة، صنعوا الأسطورة والخراريف، يكفي ذلك لندرك أن الكتابة ضرورة، لكنها تبقى حالة فردية خاصة، الرواية رئةُ القلق وكفّ الطمأنينة .“
……………
” الأدب يبلي حسنا، ولكن بعض الضجيج طال الأدب نفسه، أعتقد أن الانقسامات الثقافية أشد فتكا من غيرها، لأنها تحدث شرخا في النخب الثقافية وتجسد الهوة بين مكونات المجتمع الواحد ”
…………….
” في الستينيات وحتى الثمانينات كان ثمة ما يوحد الأدباء، يطفو وجه الوعي التحرري والانفتاح الملهم بين أقلامهم، تجمعهم قضايا مشتركة في الحرية وفي تحديات الاستلاب ودكتاتورية الحكام، توحدهم هموم المواطن من الفقر والجوع إلى الزنزانة، متشبثين بهوية واحدة وثرات متنوع واحد، همهم مستقبلهم بكل أطيافهم “
