الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-12-05

10:31 صباحًا

أهم اللأخبار

2025-12-05 10:31 صباحًا

إضاءة نقدية حول “ظل البرج السابع”

خلخلة

ماجد القيسي

هذه القصة القصيرة جداً، بقلم الكاتب والقاص الليبي حسين بن قرين درمشاكي، هي نص مكثف يُعيد صياغة حدث 11 سبتمبر التاريخي بعمق سيكولوجي وفلسفي بدلاً من الاكتفاء بسرد الكارثة.

الجماليات الفنية ومكامن القوة:

​الاقتصاد اللغوي والتكثيف: ينجح النص في ضغط مشهد مأساوي كامل في أقل من مائة كلمة، مستخدماً لغة شاعريّة قاسية  (“الرعب حُبلى”، “أزيزٌ بأنين زجاج”، “قصيدة انهيار لاذعة”).

​الشخصية المحورية (عادل): التركيز على “عادل، المهندس” يحول الكارثة من مجرد مشهد خارجي إلى تفكك داخلي. انهيار البرج السابع يوازيه انهيار عادل الداخلي (“تآكلت عظامه الفولاذية من الداخل”، “يتقهقر عمودياً”). هذا التوازي المتقن هو قلب النص.

​صورة البرج السابع: يُستخدم البرج الثالث والأخير (الذي سقط لاحقاً دون اصطدام طائرة مباشرة) كرمز لـ الترنح والوحدة والهاوية. إنه يمثل اللحظة التي يرى فيها عادل ما وراء المشهد المعلن، أي الظل المتصل بالشبكة، حيث تتوالد الأسئلة عن الفجوات وملياراتها.

​الاستعارة المركزية (المسرح): التحول في رؤية عادل للبرجين التوأمين من “بنايات سقطت” إلى “قوسين لمدخل مسرح” هو ذروة النص. هذا يشي بأن ما حدث كان عرضاً تم إعداده بعناية، وسقوط الستارة يمهد لما هو “أضخم” وخلف الكواليس، وهو ما يشير ضمنياً إلى نظريات المؤامرة أو إعادة تشكيل النظام العالمي الذي أعقب الحادثة.

 أخيرا :

​تتجاوز هذه القصة حدود الحدث الإخباري لتصبح تأملًا في الانهيار الوجودي والسياسي. إنها قصة عن مهندس يقرأ الكارثة بلغة الهياكل الفولاذية، لكنه يكتشف أن الانهيار الأشد هو انهيار الثقة في العالم المرئي. النهاية المؤثرة: “كان يرى في سكونه الأخير ظلاً يبتلعه النور”، تلخص مأساة اختفاء الحقيقة في وضح النهار.

__________________

القصة القصيرة جدا _ ظل البرج السابع _ للقاص حسين بن قرين درمشاكي

​في الصباح، حيث الرعب حُبلى .. استُبدل أزيزٌ بأنين زجاج. التهمت النيران أفقًا كاملًا .. كان العالم يحدق في شاشة مشطورة : أيقونتان تتفتتان في الفناء، ومبنى ثالث يترنح وحيدًا، يرقص على حافة الهاوية.

​عادل، المهندس، لم يرَ ركامًا؛ قرأ قصيدة انهيار لاذعة. لم تصدمه طائرة، ومع ذلك، تآكلت عظامه الفولاذية من الداخل. لم ينهار عرضيًا. كان يتقهقر عموديًا. سُحبت روحه، طابقًا إثر طابق، في صمت مريب.

​هناك، في الظل المتصل بالشبكة، لم يجد إجابات. وجد فجوة تُقدر بمليارات، وصوتًا لرئيس يتكلم نبوءة، وصورًا لمقاعد شاغرة لم تبتلعها الطائرات.

​ترك عادل الفنجان البارد. لم يعد يرى البرجين التوأمين كبنايات سقطت. تخيلهما قوسين لمدخل مسرح. وسُدلت الستارة. خلفها، العرض الأضخم.

​في مرأىً من العالم الذي مضى ، ظل عادل يحدق في البرج السابع قبل السقوط  كان يرى في سكونه الأخير ظلاً يبتلعه النور.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة

PNFPB Install PWA using share icon

For IOS and IPAD browsers, Install PWA using add to home screen in ios safari browser or add to dock option in macos safari browser

Manage push notifications

notification icon
We would like to show you notifications for the latest news and updates.
notification icon
You are subscribed to notifications
notification icon
We would like to show you notifications for the latest news and updates.
notification icon
You are subscribed to notifications