الحراك الشعبي الذي انطلق في مختلف المدن الليبية مطالبا بإجراء الانتخابات الرئاسية يستمد أهميته من كونه تعبيرًا مباشرًا عن إرادة الليبيين في استعادة مؤسساتهم، وتوحيد القرار الوطني، وترسيخ مبدأ التداول السلمي على السلطة حيث أن تزايد الوعي المجتمعي بضرورة الحسم الانتخابي، وتنامي المشاركة المدنية، جعلا من الضغط الشعبي عنصرًا فاعلًا في دفع الأطراف السياسية والمؤسسات المعنية نحو تهيئة المناخ الملائم للانتخابات.
المنصة استطلعت آراء مسؤولين في أهمية هذا الحراك وجدواه في صناعة التغيير وإنهاء المراحل الانتقالية
وفي هذا الشأن أكدت عضو اللجنة الاستشارية وأستاذة القانون الجنائي بكلية القانون جامعة بنغازي جازية شعيتير أن الحراك الشعبي في غاية الأهمية لأنه يعيد إلى أذهان الساسة وصناع القرار أن الشعب مصدر السلطات.
وأضافت شعيتير في تصريح لـ “المنصة” أن الحراك الشعبي يحتاج تأمين يحميه من أي اعتداءات مسلحة وهذا لا يكون إلا عبر القوات المسلحة.
وشددت شعيتير على أن الحراك الشعبي يحتاج أيضا فريق تنظيمي من الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والمهتمين بالحراك وأهدافه للحفاظ على استمراريته وشموليته.
ولفتت شعيتير إلى أنه كلما كان الحراك الشعبي شامل لكل المدن الليبية كلما استمر عديد الأسابيع وساهم في التعجيل بإجراء الانتخابات.
من جانبها أعربت عضو الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور نادية عمران عن تمنياتها أن ينجح الحراك الشعبي السلمي في الوصول بالبلاد لانتخابات في ظل عدم التعويل على البعثة الأممية أو الأجسام السياسية الموجودة بالمشهد.
وقالت عمران في تصريح لـ “المنصة” إنها تتمنى أن يكون الحراك الشعبي الذي يطالب بإجراء انتخابات رئاسية حراك منظم سلمي يسعى للوصول للانتخابات استنادا إلى أساس دستوري مستقى من الإرادة الشعبية وأن يكون هناك اتجاه نحو توحيد المؤسسات في ليبيا لإيجاد حل للإشكاليات الأخرى للذهاب نحو دولة المؤسسات والقانون.
وشددت عمران على أن الحل لن يكون إلا ليبيا ليبيا حيث أثبتت التجارب أن بعثة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي منقسم وليس جادا في إيجاد حل للمشكل الليبي كما أن الأجسام الموجوده حاليا أدمنت البقاء في السلطة ولا يمكن أن تخرج بحل ولا يمكن أن تطلق بوادر تفاهم إلا إذا شعرت بوجود تهديد له.
وأكدت رئيس لجنة المرأة باتحاد الشباب العربي عائشة البرغثي ضرورة أن تتفاعل كل الجهات السياسية والمجتمعية بإيجابية مع الصوت الشعبي الذي انطلق في تظاهرات الجمعة.
وقالت البرغثي في تصريح لـ “المنصة” إن الشارع الليبي يشهد اليوم حالة وعي متقدمة وحراكًا شعبيًا متناميًا يعكس تطلّع المواطنين نحو الاستقرار السياسي وإتمام الاستحقاق الرئاسي.
وأضافت البرغثي أن هذا الحراك ليس مجرد مظاهر احتجاج أو مطالبات عابرة، بل هو تعبير صادق عن رغبة الناس في بناء دولة المؤسسات، وإعادة الثقة بين المواطن والسلطة السياسية، وتحقيق انتقال ديمقراطي حقيقي.
وبينت البرغثي أن الليبيون أثبتوا أنهم يمتلكون الإرادة القوية للمشاركة في صناعة مستقبلهم، وأن الانتخابات الرئاسية أصبحت بالنسبة لهم بوّابة للاستقرار ووضع حد لحالة الانقسام. ومن المهم أن تتفاعل كل الجهات السياسية والمجتمعية بإيجابية مع هذا الصوت الشعبي، وأن تُهيَّأ الظروف القانونية والأمنية والإدارية لضمان انتخابات نزيهة تُمثّل إرادة الشعب.
وأشارت البرغثي إلى أن احترام الحراك الشعبي لا يعني فقط الإصغاء للمطالب، بل ترجمتها إلى خطوات عملية تُعيد الثقة وتدعم الاستقرار. ولعلّ أهم خطوة اليوم هي توفير الإرادة الوطنية الصادقة التي تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.
