أبدت شركات النفط العالمية الكبرى مؤشرات على العودة التدريجية إلى العراق وليبيا، بعد سنوات من التراجع أو الخروج من السوقين بسبب المخاطر الأمنية والسياسية. وتأتي هذه الخطوات ضمن مساعي الدولتين لتعزيز الإنتاج النفطي واستقطاب استثمارات دولية جديدة في قطاع الطاقة.
ليبيا: فرص استكشافية جديدة
و أعادت شركات كبرى مثل BP وShell النظر في الدخول إلى السوق الليبية، بعد سنوات من التراجع بسبب الاضطرابات السياسية. وقد وقعت هذه الشركات مذكرات تفاهم مع المؤسسة الوطنية للنفط لدراسة إمكانات الاستكشاف في عدة حقول بحرية وبرية. كما أعادت إكسون موبيل رسم خريطة استثماراتها في ليبيا عبر توقيع مذكرة تفاهم لإجراء دراسات فنية على أربعة بلوكات بحرية قبالة الساحل الشمالي الغربي وفي حوض سرت.
العراق: اهتمام متجدد بالحقول الكبرى
تبحث شركة إكسون موبيل حالياً إمكانية الاستحواذ على حصة Lukoil في حقل West Qurna 2 النفطي، وهو أحد أكبر الحقول في العالم، ويشكل نحو 9٪ من إنتاج العراق النفطي. كما وقعت الشركة اتفاقاً أولياً لتطوير حقل مجنون النفطي جنوب العراق، ما يمثل عودة فعلية لها بعد سنوات من التخارج. وتأتي هذه التحركات في إطار جهود بغداد لتقديم شروط استثمارية محسّنة تهدف إلى جذب شركات عالمية لتطوير حقول النفط المتوقفة أو المهملة.
دوافع العودة والتحديات
وتأتي هذه التحركات نتيجة عدة عوامل أبرزها، تحسين الظروف الاستثمارية وعقود المشاركة في الإنتاج، والطلب العالمي المستمر على النفط والغاز وسط تباطؤ الاستثمار في الطاقة المتجددة،وسعي الدولتين لتعزيز إيرادات الدولة وتحقيق نمو اقتصادي مستدام عبر إعادة تشغيل قطاع الطاقة.
ورغم هذه المؤشرات الإيجابية، يواجه المستثمرون تحديات أمنية وسياسية في كلا البلدين، تستدعي إدارة حذرة لمخاطر العمليات الاستكشافية والإنتاجية. ومع ذلك، تُعد هذه الخطوات مؤشراً قوياً على عودة ثقة شركات الطاقة العالمية في السوقين، مع إمكانية توسع تدريجي في مشاريع النفط والغاز خلال الفترة المقبلة.
