الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-12-05

10:31 صباحًا

أهم اللأخبار

2025-12-05 10:31 صباحًا

قراءة مضيئة في إيشي وهي تكسونا بالغبطة

خلخلة

طارق القزيري

احتفى القزيري بإصدار السيدة عائشة الأصفر كما يليق فكتب قراءته التي سيعتبرها القارئ إشادة موضوعية وصفية دقيقة لجماليات النص لا نقدا (( إيشي : الأصفر تكسونا بالغبطة… فهل نليق بها !؟ )) :

__________________

عائشة الاصفر لا تفوز وحدها، بل بفوزها تتقدم ليبيا خطوة الى ضوء اسمها، وتستعيد القدس دورها كمنبر يمنح الصوت معنى مضاعفا.

ورما لأنها كابتن طيار، قادت قمرة السرد كطائرة بعيدة المدى : تقلع من سبها، تحافظ على ارتفاع المعنى ، تناور المطبات ، وتهبط هبوطا آمنا في مدرج القدس باسم ليبيا.

رواية إيشي الصادرة عن مكتبة طرابلس العلمية العالمية عبرت من سبها الى القدس، ومن ذاكرة الجنوب الى ذاكرة الأمة، لتقول إن الأدب حين يصدق يصير جسرا لا يقوى عليه حصار ولا سياسة مزاجية.

دلالة الجائزة أكبر من لفتة تكريم لكاتبة مجتهدة. نحن في زمن مدلهم فلسطينيا في غزة والضفة حيث الدم يكتب يومياته القاسية، وفي زمن ليبي مثقل بالانشغال بالمأساة وإدارة الازمات.

و يأتي نداء القدس من منصة أدبية الى كاتبة ليبية، فذلك اعتراف متبادل بين وجعين، وأمارة على أن السرد ما يزال أقدر اللغات على جمع المتناثر ورأب الصدع الرمزي بين المشرق والمغرب.

إيشي شهادة أدبية على صلابة النساء ووجدان المكان. تضع الجنوب الليبي في خرائط اللغة وتمنح شخصياته حق الوجود خارج الصور النمطية. هذا النوع من الأعمال لا يضيف الى رصيد كاتبته فحسب، بل يرفع سقف التوقع من الرواية الليبية، ويختبر قدرتنا كجمهور ومؤسسات على مواكبة منجزنا حين يصل الى منصات عربية مرموقة.

هنا يطل معنى القوة الناعمة؛ ليبيا بحاجة إلى جواز سفر أخلاقي وجمالي يعوض تعثر حضورها الدولي الطبيعي. الأدب والفنون قادرة على ذلك حين نعاملها كبنية إستراتيجية لا كترف.

جائزة القدس منحتنا نافذة مفتوحة، وعلى الدولة أن تحول النافذة إلى باب دائم عبر الترجمة والترويج والشراكات الثقافية.

ومع ذلك يستمر التجاهل الرسمي لسطوة القوة الناعمة. الميزانيات تذهب حيث الضجيج، وتبقى الثقافة بنية معطلة أو ملحقة ببروتوكول مناسبات.

نحتاج سياسة عامة تعترف بأن كتابا جيدا مترجما، أو فيلما وثائقيا جادا، قد يساوي في إثره عشرات المؤتمرات الباردة.

نحتاج مؤسسة وطنية للترجمة، وصندوقا لدعم النشر والمنح الأدبية، وخطة مستقرة – وقبل ذلك كله رؤية –  لحضور اسم ليبيا في معارض ومحافل ثقافة العالم.

الأكثر إيلاما تغييب المحفل الثقافي – حتى في معرض في العاصمة – في وقت لم يعد لنا غير الثقافة. فالمسارح شبه مغلقة أو متعثرة، البيوت الثقافية أسطورة كانت يوما، والجوائز المحلية شحيحة وموسمية.

ومع ذلك يبرهن المبدعون أن الأبداع يمكن أن ينتهض بصبرهم. وفوز عائشة الأصفر درس عملي يقول إن “رأس المال الرمزي” لا يقل شأنا عن أي رأس مال آخر، بل أبلغ. وإن سمعة البلاد تتشكل من الكتب والأعمال الفنية ولا تتشكل من البيانات الرسمية.

فليكن هذا الفوز بداية منهج لا نهاية خبر.

دعونا نحتفي بالكاتبة – وغيرها – في الجامعات والمدارس والمنتديات، ونفتح حوارات نقدية حول إيشي – وسواها – ونقوم بترجمتها، ونضعها في سياق عالمي يليق بها. فالأدب حين يطرق باب القدس باسم ليبيا، يتوجب على ليبيا أن تفتح له الأبواب كلها.

جائزة القدس مع “الكابتن” عائشة أعطتنا وردة ثقافية في زمن السواد. فلنحسن رعايتها.

مبروك لعائشة الأصفر، ومبروك لليبيا التي تكتشف نفسها كلما كتبتها امرأة شجاعة، وشكراً للعرب الذين ما زال لديهم من الأدب ما يواسي، ومن المعنى ما ينهض.

وحفظ الله عائشة الأصفر … وحفظ الله ليبيا.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة

PNFPB Install PWA using share icon

For IOS and IPAD browsers, Install PWA using add to home screen in ios safari browser or add to dock option in macos safari browser

Manage push notifications

notification icon
We would like to show you notifications for the latest news and updates.
notification icon
You are subscribed to notifications
notification icon
We would like to show you notifications for the latest news and updates.
notification icon
You are subscribed to notifications