شيّع أهالي مدينة فرسطاء وعدد من علماء جبل نفوسة، جثمان الشيخ والعالِم علي الفرسطائي الذي توفي مساء الجمعة الماضي، بعد مسيرة طويلة في مجال العلم والدعوة امتدت لعقود، وحضر مراسم التشييع جمع من طلابه ومحبيه الذين عبّروا عن تقديرهم لإرثه الديني والفكري وعطاءاته التي أثرت الحياة العلمية في ليبيا.
وُلد الشيخ علي منصور عام 1947 في مدينة فرسطاء، وتميّز منذ طفولته بالعزيمة رغم فقدانه البصر وبتر إحدى يديه نتيجة انفجار لغم من مخلفات الحرب العالمية الثانية، ورغم هذه الظروف الصعبة، واصل طريقه التعليمي بثبات حتى أصبح من أبرز علماء المنطقة.
بدأ الشيخ دراسته في مدينة درنة، قبل أن يلتحق بقسم الشريعة في جامعة البيضاء ويتخرج منه بامتياز، وواصل مسيرته الأكاديمية بحصوله على درجة الماجستير ثم الدكتوراه من جامعة ناصر في طرابلس، كما عمل مُحاضِر متعاون في جامعة نالوت، وأسهم في تخريج عدد كبير من الطلبة.
وعمل الشيخ علي منصور في التعليم بمدينة فرسطاء لأكثر من خمسة عشر عام، وشارك خلال مسيرته في مؤتمرات علمية داخل ليبيا وخارجها، وأثرى المكتبة الإسلامية بمجموعة من المؤلفات في الفقه والشريعة والفكر الإباضي، ما جعله مرجع ديني بارز في مجاله.
وتولى الراحل مناصب مهمة، من بينها العمل في دار الإفتاء الليبية، ثم رئاسة هيئة علماء ليبيا. كما كان خطيب وواعظ في المسجد العتيق أبي يحيى زكريا الفرسطائي، وحرص على تقديم الرقية الشرعية مجاناً من منزله، ما أكسبه احترام واسع بين الأهالي.
ويُعد الشيخ الفرسطائي واحداً من العلماء الذين تركوا أثر عميق في الساحة الدينية والفكرية بليبيا، حيث جاءت وفاته لتطوي صفحة عالمٍ كرّس حياته لخدمة العلم والمجتمع، بينما يستمر إرثه في مؤلفاته وطلابه وأعماله الدعوية.
