تحافظ عدد من نساء المنطقة الشرقية على أكلة “المثرودة” التقليدية، التي اعد أبرز الأطباق التراثية التي مازالت تحضر على موائد الليبيين رغم مرور الزمن، ومن بين تلك النساء السيدة حليمة بوزيد،
وتُعد المثرودة امتداداً لـ “الثريد” العربي القديم، وتعتمد على الخبز المفتت الممزوج بالزبدة والحليب، وفي بعض المناطق يُضاف إليها اللحم أو البيض المسلوق.
وتبدأ صناعة الطبق بعملية إعداد الخبز داخل التنور، حيث تقوم حليمة بعجن الدقيق والماء حتى يتماسك، ثم تقطعه وتلصقه على جدار التنور الحار، ليخرج بعد دقائق ناضج ومنتفخ، وبعدها تفتّ الخبز وتغمره بالزبدة الذائبة والحليب لإكسابه الليونة المطلوبة، قبل أن تضيف إليه البيض المسلوق وتعيد تشكيل الطبق ليصبح جاهز للتقديم.
ويؤكد الأهالي أن المثرودة ليست مجرد وجبة، بل جزء من هوية المنطقة وإرث اجتماعي ارتبط بالذاكرة الشعبية والبيوت القديمة، وبين أيدي الجدّات وروائح التنور، تواصل المثرودة سرد حكاية طعامٍ يحمل تاريخ الناس ونكهة الأرض، ويحفظ حضور التراث الليبي على المائدة اليومية.
