أكدت نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة والمنسقة المقيمة في ليبيا، أولريكا ريتشاردسون، أن الفساد في ليبيا بلغ مستويات خطيرة ويشبه «السرطان الذي ينتشر بطريقة عدوانية»، محذرة من تأثيره العميق على الاقتصاد وجودة التعليم ومستوى المعيشة، وعلى ثقة المواطنين في الدولة ومؤسساتها.
جاء ذلك خلال كلمتها في احتفالية اليوم العالمي لمكافحة الفساد التي عُقدت اليوم في طرابلس، بحضور رئيس حكومة الوحدة الوطنية، ورئيس المجلس الأعلى للدولة، ورئيس هيئة الرقابة الإدارية، وعدد من الوزراء والسفراء وممثلي المنظمات الدولية.
وقالت ريتشاردسون إن الفساد في ليبيا والإفلات من العقاب يعرقلان مسار التقدّم ويبطئان التعافي الاقتصادي، مضيفة: “الفساد أشبه بسرطان يسيطر على النظم المالية والاقتصادية، ويؤثر في التعليم والمعيشة والدخل، ويرفع مستويات التضخم، ويصيب المواطن البسيط في حياته اليومية.”
وأكدت أن التصدي للفساد يجب أن يتم على المستويين الوطني والدولي، مع محاسبة المسؤولين عنه ودعم الشفافية والنزاهة في الإدارة العامة.
وأشادت ريتشاردسون بإطلاق المنصة الإلكترونية للعطاءات والمصاريف الحكومية التي ستبدأ العمل الأسبوع المقبل، معتبرة أنها خطوة مهمة لتعزيز الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة، ولتحسين جودة البيانات والإجراءات المالية.
وتحت شعار الأمم المتحدة لهذا العام «متحدون مع الشباب ضد الفساد.. نصنع نزاهة الغد»، شددت ريتشاردسون على أهمية دور الشباب والنساء والمجتمع المدني والإعلام في تعزيز النزاهة ومساءلة المسؤولين، داعية لتوسيع مساحات العمل المدني وتمكين الفاعلين المحليين من مراقبة المال العام.
وأكدت أهمية تمكين المؤسسات الرقابية مثل هيئة الرقابة الإدارية وهيئة مكافحة الفساد من أداء مهامها باستقلالية ومهنية كاملة، مشددة على ضرورة رؤية “نتائج ملموسة” يشعر بها المواطنون على أرض الواقع.
واختتمت ريتشاردسون كلمتها بالتأكيد على التزام الأمم المتحدة، بما في ذلك مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، بدعم ليبيا في مكافحة الفساد وملاحقة الجرائم المالية، قائلة: “نعمل من أجل أن يكون المواطن الليبي في وضع أفضل على المدى الطويل.”
