مع غروب شمس مدينة لوسيل، تدفقت الجماهير إلى الملعب كأنها نهر من الألوان واللهجات، في مشهد يجمع بين البهجة والتنظيم الدقيق. حضور قياسي بلغ 78 ألف متفرج لمباراة السعودية والمغرب، لكن خلف هذا الزخم كانت تدور قصص إنسانية صغيرة تمنح البطولة بُعدها الأجمل.
سوار صغير… يطمئن قلب أم
عند بوابة “تسجيل الأطفال”، أوقفت أم مغربية طفلتها أمام موظفة تربط سوارًا بلاستيكيًا يحمل بياناتها. ابتسامة بسيطة، وجملة مطمئنة: “إذا ضاعت، نرجعها لكم في دقائق”. لحظة قصيرة، لكنها بدت للأم كعناق من الأمان وسط بحر الجماهير.
عربة جولف… وابتسامة شيخ مسن
في الساحة المقابلة، بدا التعب واضحًا على وجه شيخ خليجي يسند خطواته على عصاه. اقترب متطوع وعرض مساعدته، وبعد دقائق كانت عربة الجولف تشق طريقها بين الجمهور، والرجل المسن يلوّح بيده فرحًا. مسافة قصيرة… لكنها كانت بالنسبة إليه طريقًا مملوءًا بالامتنان.
عيادة مجهّزة داخل المدرجات
داخل ملعب لوسيل، وبين هدير الهتافات، أصيب أحد المشجعين بوعكة صحية مفاجئة. تحرك المسعفون بسرعة لافتة، وتم نقله في دقائق إلى عيادة مجهّزة داخل المدرجات نفسها. غرفة بيضاء، كوادر طبية جاهزة، وتنظيم يختصره أحد المنظمين بقوله: “هنا… لا نترك شيئًا للصدفة”.
