افتتح رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، المتحف الوطني الليبي داخل قلعة السرايا الحمراء في قلب مدينة طرابلس، بعد توقف دام قرابة أربعة عشر عاماً، بحضور واسع شمل عدد من السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية، إلى جانب شخصيات ثقافية وأكاديمية وجمهور من المهتمين بالشأن الثقافي والتراثي.
وفي كلمته خلال الافتتاح، أكد رئيس الحكومة أن المتحف الوطني يمثل الذاكرة الحية لليبيا، مشيراً إلى أن قيمته لا تقتصر على كونه مبنى يضم آثار، بل يشكل مرجع وطني يحفظ تاريخ البلاد ويجسد هويتها عبر العصور، وشدد على أهمية صون التراث الليبي وتقديمه للأجيال بأساليب حديثة تواكب التطور الثقافي والمعرفي.
وجاءت إعادة افتتاح المتحف عقب استكمال أعمال ترميم وتحديث شاملة طالت المباني التاريخية وقاعات العرض، وشملت إدخال تقنيات حديثة مثل الخرائط الصوتية، وجولات الواقع الافتراضي، وأنظمة الصوت والضوء، بهدف توفير تجربة معرفية متكاملة تراعي المعايير المتحفية المعاصرة وتلائم مختلف الفئات العمرية.
وشهد حفل الافتتاح عرض احتفالي استعرض المسار التاريخي لليبيا، بدءاً من عصور ما قبل التاريخ والحضارات الأمازيغية، مروراً بالعصور الكلاسيكية والإسلامية والقره مانلية، وصولاً إلى مرحلة النضال الوطني من أجل الاستقلال، إضافة إلى محطات من التاريخ الطبيعي والتراث الشعبي، قبل أن يُختتم العرض برؤية تربط الموروث الثقافي بالحاضر واستشراف المستقبل.
وتخللت الفعالية عروض موسيقية أحيتها فرقة ORCHESTRA ITALIANA DEL CINEMA بمشاركة فرق محلية وأجنبية، في مشهد فني جمع بين الموسيقى والتاريخ، وشهد للمرة الأولى عزف النشيد الوطني الليبي “يا بلادي” بأوركسترا متكاملة.
ويُعد المتحف الوطني الليبي أحد أبرز المعالم الثقافية في البلاد، إذ يضم مجموعات أثرية وتاريخية وثقافية تعكس تعاقب الحضارات على الأرض الليبية، ويُنظر إلى إعادة افتتاحه باعتبارها خطوة مفصلية في إعادة إحياء الدور الثقافي للمؤسسات الوطنية، وترسيخ حضورها في حفظ الذاكرة التاريخية ونقلها إلى الأجيال القادمة.




























