أكد عضو مجلس الدولة أحمد لنقي أن مجلس الأمن قادر على حل الأزمة الليبية إذا توفرت الإرادة الحقيقية.
وقال لنقي في تصريح لـ “المنصة” “أن دور مجلس الأمن في حلّ الأزمة الليبية متوقف أولاً على مدى تفهّم وتوافق أعضائه حول حقيقة موقع ليبيا الجغرافي المميز على البحر المتوسط، بساحلٍ يمتد قرابة ألف وتسعمائة كيلومتر، وقربها من قواعد الناتو في أوروبا، ومن الجنوب الصحراء الكبرى، إضافة إلى ما تملكه من ثروات نفطية وغازية ومعدنية ومياه جوفية، وسهولة وصولها إلى الأسواق الإفريقية النامية. فلو وُجدت نية صادقة—بعيدة عن أي مطامع استعمارية—لأمكن إيجاد حل مباشر منذ سقوط نظام القذافي، خصوصًا أن ليبيا تحتاج كل الخبرات وتتّسع لكل الدول الصديقة.
وأضاف لنقي أن تخلّي الدول الكبرى عن مساندة ليبيا بعد ثورة 17 فبراير، والتدخلات الخارجية السافرة، أربكا المشهد السياسي الداخلي وأدّيا إلى بروز تيارات مسلحة خارج السيطرة، في ظل غياب حكومة قوية ذات كلمة مسموعة. فكانت النتيجة سقوط الدولة وانقسام مؤسساتها السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية.
وشدد لنقي على أنه إذا كان مجلس الأمن جادًا، فإن أعضائه الدائمين قادرون على دفع حلّ سريع وسلمي للأزمة، من خلال دعم توحيد المؤسستين العسكرية والأمنية، وحماية مصادر النفط والغاز من أي تعديات داخلية، وإبعاد المصرف المركزي عن التجاذبات السياسية والجهوية، وتهيئة المناخ لانتخابات تشريعية ورئاسية نزيهة وشفافة على قاعدة دستورية واضحة. كل ذلك بإمكان مجلس الأمن القيام به إذا توافرت الإرادة الحقيقية.
