أعرب عضو مجلس النواب الليبي علي التكبالي عن مخاوفه تجاه الحوار المهيكل الجاري تحت إشراف بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، مؤكدًا أن مخرجات هذا الحوار غير ملزمة ولن تُطبّق على أرض الواقع لحل الأزمة السياسية.
وقال التكبالي في تصريح لقناة ليبيا الحدث رصدته المنصة، إن الحوار المهيكل الذي يمتد إلى ستة أشهر يثير لديه العديد من المخاوف، مؤكدًا أن النقاشات يجب أن تُجرى داخل مجلس النواب والجهة الشرعية المخوّلة لمناقشة القوانين، بدلًا من الاستعانة بمجموعات من المنظمات المدنية، التي غالبًا ما تتلقى دعمًا خارجيًا، على حد قوله.
وأضاف التكبالي أن بعض المشاركين في الحوار لهم سجل مشبوه، مشيرًا إلى ضرورة الإفصاح عن أماكن عملهم ووظائفهم ودورهم في المجتمع قبل إدراجهم في أي حوارات رسمية، مؤكدًا أن ذلك يعكس الشفافية ويتيح للمواطن الليبي الثقة في ممثليه.
وحذر النائب من تدخل دول لها تاريخ طويل في زعزعة الاستقرار الليبي منذ عام 2011، قائلاً إن تمويل هذه الدول للحوار عبر بعثة الأمم المتحدة يثير التساؤلات حول استقلالية العملية، مضيفًا: “إذا أرادت هذه الدول دعم الاستقرار، فعليها تقديم التمويل للأمم المتحدة مباشرة وليس للبعثة”.
كما انتقد التكبالي مشاركة بعض أعضاء مجلس النواب في الحوار، معتبراً ذلك إشارة إلى أن المجلس “لا يعنيه شيء” إذا تم دعم الحوار بهذه الطريقة، داعيًا النواب المشاركين إلى الانسحاب فورًا للحفاظ على الشرعية والمصداقية.
وبشأن أهمية الحوار في المرحلة الحالية، شدد التكبالي على أنه لا يرى له قيمة عملية، معتبرًا أن الحوارات السابقة لم تثمر عن حلول، وأن المواطن الليبي يهتم بمن سيقود البلاد ويكون قادرًا على لم شمل الليبيين وتحقيق الاستقرار، بعيدًا عن أي إجراءات شكلية.
وتطرق التكبالي إلى آلية اختيار المشاركين في الحوار، معربًا عن استغرابه من السرية وعدم معرفة المواطنين بأسماء 70% منهم، مؤكّدًا أن اختيار المشاركين يجب أن يتم بشفافية ليتمكن المواطن من الاطمئنان إلى كفاءتهم وقدرتهم على إدارة العملية السياسية.
كما لفت النائب إلى صعوبة جمع الليبيين في حوار وطني فعال، مشيرًا إلى تشتت الآراء واختلاف المصالح، لكنه شدد على ضرورة إشراك جميع التيارات السياسية التي لم تفسد أو تقتل أو تشرد، لتحقيق استقرار البلاد.
وفيما يخص الأجسام الفاعلة في الدولة الليبية، أشار التكبالي إلى القيادة العامة للجيش، وقوات المسلحة العربية الليبية، ومجلس النواب كأجهزة شرعية أساسية، مؤكدًا أن أي خطوات إيجابية نحو التنمية والخدمة يجب أن لا تُعرقل من قبل جهات معيّنة، محذرًا من فشل الحوارات والبعثة إذا استمرت على النهج الحالي.
كما أشاد بالتضحيات التي قامت بها القوات المسلحة في درنة وبنغازي، مبيّنًا أن الإجراءات الأخيرة للحكومة لم تحقق توافقًا سياسيًا حقيقيًا، وأن بعض النواب الذين غادروا إلى حكومة السراج استفادوا ماليًا على حساب مصلحة الوطن، ما يعكس فجوة كبيرة في الشرعية الوطنية.
وختم التكبالي تصريحاته بالتأكيد على أن الشعب الليبي يعاني من تهميش مستمر، وأن الحوار المهيكل في حال استمر بهذا الشكل لن يكون سوى محاولة لتمديد الأزمة، داعيًا البعثة الدولية إلى احترام إرادة الليبيين ومراعاة مصالحهم الحقيقية في جميع القرارات.
