رصدت المنصة تصريحات لمسؤولي الثروة الحيوانية بالجبل الأخضر ارتفاعاً كبيراً في حالات نفوق الدواجن ، حيث أكد صالح بومباركة، مدير إدارة الثروة الحيوانية في الجبل الأخضر، في تصريح هاتفي من مدينة البيضاء، أن الوضع يشكل خطراً على المزارعين والاستقرار الغذائي المحلي.
وقال بومباركة إن الإدارة شكلت فرقاً مشتركة مع مكتب الصحة الحيوانية والشرطة الزراعية لمتابعة الحظائر والتفتيش عليها، مشيراً إلى أن أي حظيرة تحتوي على مخالفات لا يُسمح لها بالتسويق أو الذبح، ويتم مراقبتها بدقة لضمان سلامة الدواجن.
وأوضح أن فرق التفتيش اكتشفت مؤخراً حظيرة تضم 14 ألف دجاجة، منها نحو 8 آلاف مصابة بأمراض، وتم تشريح عينات لتأكيد الإصابة بفيروس “نيوكاسل”، وهو مرض شديد الانتشار يسبب خسائر اقتصادية كبيرة، لكنه غير معدي للإنسان. وأكد أن تداول الدواجن المصابة بدون رقابة يمثل خطورة على المربين والأمن الغذائي المحلي.
وأشار إلى أن ذبح الطيور المصابة يتم فقط بموافقة مكتب الصحة الحيوانية وبمتابعة الحرس البلدي، وأن أي مخالفة تؤدي إلى مصادرة الدواجن واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
وأكد بومباركه أن نفوق نحو 53 ألف طير خلال عشرة أيام يعكس حجم الخسائر، مضيفاً أن 16 حظيرة دُمرت بالكامل في دانيال نتيجة الأمراض، مع تضرر مزارعين آخرين بسبب عدم توفر التعويضات.
ولفت بومباركة إلى أن القيادة العامة للقوات المسلحة لعبت دوراً داعماً بتوفير اللحوم المدعومة في رمضان، والأضاحي المدعومة في العيد، وتقديم الأعلاف للمربين، في حين تبقى وزارة الزراعة والمركز الوطني للصحة الحيوانية يفتقدان إلى الإمكانيات اللازمة لضمان السيطرة الكاملة على انتشار الأمراض.
من جانبه، أكد د. رافع التواتي، مدير مكتب الصحة الحيوانية في الجبل الأخضر، خلال زيارة ميدانية لمزرعة المربي محمد إبرايك العلواني والحاج نور بيانكو، أن إجمالي النفوق في مزرعتيهما وصل إلى حوالي 49 ألف طائر، مشيراً إلى إصابة الطيور بفيروس المكسل والآي بي. وأضاف التواتي أنهم أخذوا عينات لتحليلها في المركز الوطني للصحة الحيوانية، وطالبوا وزارة الزراعة والمركز الوطني بتوفير اللقاحات والتحصينات البيطرية اللازمة للسيطرة على الأمراض، وضمان جودة الأعلاف، وتنفيذ عمليات الإعدام داخل الحضائر لمنع انتشار العدوى في باقي المزارع.
كما صرح صالح الفقية، أحد موظفي مكتب الصحة الحيوانية، أن عمليات التفتيش أظهرت نفوق حوالي 16 ألف طير في مزرعة واحدة، وأن إجمالي النفوق في المنطقة وصل إلى نحو 53 ألف طائر، مؤكداً أن نقص الرقابة والمستلزمات البيطرية يشكل تحدياً كبيراً أمام حماية المواطنين والمزارعين، ويؤثر على الاستقرار الغذائي في المنطقة.
وأكد جميع المسؤولين أن استمرار العمليات المكثفة داخل الحضائر، مع التوعية الميدانية للمربين، يمثل السبيل الوحيد للحد من انتشار الأمراض، مشددين على أن نجاح السيطرة يتطلب دعم الحكومة الليبية عبر ميزانية طوارئ لتوفير التحصينات والمطهرات والمعدات اللازمة، وضمان استقرار السوق المحلي.
وختم بومباركه قائلاً: “نحن مستمرون في العمل الميداني، ونعمل على برامج توعوية للمربين لضمان اتباع الإجراءات الصحيحة، مع التأكيد على ضرورة دعم الحكومة لتفادي انتشار المرض وتحقيق استقرار السوق المحلي”.
