علي الفلاح
الرياضي ليس مجرد سيجارة .. بدايته كانت متواضعة الجودة .. مقارنة حتى مع دخان أطلس الذي روجت له دعاية السبعينيات من القرن الماضي على أنه (( فخر الصناعة الليبية )) .
كان قبل عروبية سبتمبر 1969 م يسمى ( سبورت ) ثم عُرِّب إلى رياضي .. شعاره دائرة من سنبلتين يجري بينهما رياضي ألوانه أحمر . أبيض . أزرق . وشيء ذهبي )) .. كان هذا النوع من السجائر بالذات كشكولا ليبيا .. كوميديا عجنت سيرته ” الأساطير بالواقع ” وأصبح الحديث عنه الآن من باب الميثولوجيا ..
كان يعكس مزاج وتحلات ليبيا لمدة ثلاثين عاما .. ففي العام 1981 م بدأت سجائر مثل ” روثمان . كنت . ثري فايف . فيتشيروي . مالربورو . وينستون ” وغيرها تنقرض بعد أن سبقها في الانقراض ” البرستل . الدوموري . الجيتان ” وغيرها ……
بدأت الساحة تخلو للصناعة الوطنية التي بدورها أخذت تأكل بعضها بعضا فسقطت ” الجفارة . المنار . الودان . السفير ” وغيرهم من أرفف العرض وذاكرة المزاج .. انحصر الصراع الوطني بين الأطلس والرياضي …. حصار وشد على البطون والصدور والعقول .. الإمبريالية العالمية جعلت الرياضي في مواجهة الأطلس وحيدين في الساحة الليبية .
عموما انتصر الرياضي في نهاية المطاف وتحول إلى طريق واحد يا شعبي يا حر ….. وبالعودة إلى الرياضي الأسطورة المتفرد في ساحته وعلى ما يحمل الاسم من تناقض مع المضمون كعادة الأسماء في ليبيا حراقة المراحل، ظل هذا الرياضي يتقلب في صفاته كل شهر كالحرباء من ” رياضي مختوم أم لا ؟؟ ” رياضي ختم أصفر ولا أحمر ؟؟ ” رياضي 05 أم لا ؟؟؟ ” رياضي مكبوس أم لا ؟؟ رياضي أسحب أم لا ؟؟ رياضي ……. رياضي سوفت أم بوكس ؟؟؟؟
أصبح النفس الوحيد في البلاد النفس الذي بإمكان علبة منه تجعلك محسودا .. أصبح المعارف في شركة الرياضي كنز وأصبح يهرب الرياضي ليلا حد أنه يوما هرب من وسط السنبلتين .. حيث نزلت دفعة من علبة سنابل من دون رياضي !!!! الرياضي الذي كان بخمسة قروش .. وصل إلى خمسة دنانير وفوقها حبة مسك من متناقض مهمل … تحول إلى الأوحد والأجود والأجمل و ……
و….. و…….. قد تطول السيرة والمقام لا يتسع ولكن الرياضي ليس مجرد سيجارة إن في بدايته المتواضعة وسيرته الطاغية ونهايته المأساوية الشيء الذي لا يجعله مجرد سيجارة . ……
