أجرت المنصة الليبية لقاء صحفي مع الشاعر والكاتب المسرحي عبد الحميد بطاو، المولود بمدينة درنة عام 1941، حيث استعرض مسيرته الإبداعية وتجربته الطويلة مع الشعر والمسرح، متوقفاً عند محطات ثقافية وإنسانية شكّلت ملامح تجربته الأدبية والفنية.
وخلال اللقاء، تحدث بطاو عن بداياته الأولى مع الشعر في مدينة درنة، موضحاً أن شغفه بالكلمة رافقه منذ مطلع شبابه، ليجد طريقه إلى النشر في عدد من الصحف والمجلات المحلية، مقدّماً نصوصاً حملت همّ الوطن والإنسان، وعكست ارتباطه العميق بالبيئة الثقافية والاجتماعية التي نشأ فيها.
وتطرق الشاعر إلى تجربته الحياتية بوصفه أب وجد، مشير إلى انعكاس هذه المرحلة على نصوصه، خاصة في قصيدته الشهيرة “عيط وصرّخ يا حفيدي”، التي حملت بعد إنساني وعاطفي، وجسّدت رؤية شاعر عاش تحولات المجتمع وتبدلاته عبر أجيال متعاقبة.
كما استعاد بطاو علاقته بالمسرح في مدينة درنة، متحدث عن بداياته في التأليف المسرحي، ورؤيته لدور المسرح في بناء الوعي المجتمعي، معتبر أن الخشبة كانت ولا تزال مساحة للتعبير والتربية والتنوير، وأفرد جانباً من حديثه لمسرح الطفل، موضحاً أهميته في تشكيل الوجدان وتنمية الخيال، ومتوقف عند التحديات التي تواجه هذا النوع من المسرح في الوقت الراهن.
وفي سياق حديثه عن المشهد الثقافي، استذكر الشاعر مرحلة ازدهار دور العرض السينمائي والمسارح في درنة، معبّراً عن أمله في عودة هذه الفضاءات الثقافية مستقبلاً، ودورها المحتمل في إحياء الحركة الفنية وإعادة الاعتبار للفنون بوصفها ركيزة من ركائز الحياة المدنية.
واختتم الشاعر عبد الحميد بطاو اللقاء بكلمة وجهها إلى الشباب، دعاهم فيها إلى التمسك بالقراءة والكتابة، والإيمان بقيمة الثقافة والفن، مؤكداً أن الكلمة الصادقة قادرة على البقاء وصنع الأثر مهما تغيّرت الظروف.
