أعلن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في ليبيا يوم الاثنين أنه وافق على مشروع بقيمة 5.8 مليون دولار أمريكي ممول من مرفق البيئة العالمية لمعالجة التحديات البيئية والتنموية في حوض بحيرات أوباري في غرب ليبيا.
وقال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في بيان له إن المبادرة التي تمتد لخمس سنوات، والتي سيتم تنفيذها بالشراكة مع وزارة البيئة الليبية، ستركز على مكافحة تدهور الأراضي وفقدان التنوع البيولوجي مع تعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة في المنطقة.
كما سيضع المشروع الأساس لمتنزه بحيرات أوباري الوطني المقترح، والذي يغطي حوالي 100000 هكتار، ويتضمن خططًا لإعادة تأهيل 225 هكتارًا من الأراضي الرطبة والواحات.
وقال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إن المبادرة من المتوقع أن تدعم حوالي 2250 شخصًا – نصفهم من النساء – من خلال فرص عمل مستدامة، وأن تخلق حوالي 700 وظيفة جديدة في السياحة البيئية والزراعة المستدامة.
أكد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن دمج الحلول القائمة على الطبيعة مع الممارسات الثقافية المحلية يمثل خطوة أساسية نحو الوفاء بالتزامات ليبيا المناخية بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر وخطة التنمية المستدامة لعام 2030.
وتوجد في منطقة أوباري جنوب ليبيا ما يقارب عشرين بحيرة ظلت للعيان حتى الآن، وقد أظهرت الأبحاث الأثرية وجود العديد من بحيرات المياه العذبة في فزان، مع بروز بعض البحيرات في المناطق الجنوبية.
سبب تسمية المنطقة بـ”أوباري” غير محدد بدقة، فهناك رأي يشير إلى وجود العديد من آبار المياه القديمة، بينما يرى آخر أن التسمية تعود لوباء شديد دفع السكان للهجرة ثم عادت الحياة للمنطقة لاحقًا، فصارت تسمى “أوباري”.
يمتاز وادي الحياة بالتنوع السكاني والانسجام الكبير، ويعتبر من أكثر الأودية اكتظاظًا بالسكان في جنوب سبها، حيث يقطنه العرب والطوارق وقبائل التبو. كما تحتوي المنطقة على آثار حضارة الجرمنت، بالإضافة إلى معالم أثرية ومقابر وأهرامات مثل أهرامات الحطية والخرائق وقصر لاركو.
جمال الطبيعة في هذه المنطقة جعلها وجهة للسياحة الصحراوية، خاصة البحيرات المالحة مثل بحيرة قبر عون المحاطة بتلال رملية عالية، بالإضافة إلى بحيرة أم الماء وبحيرة أم الحصان وطرونة والمندرة، والتي تختلف حالتها بين جفاف ومياه متوفرة.
