تواجه بعثة حفظ السّلام الأفريقية في الصومال بعد نحو عقدَين على تأسيسها تحديات جمّة تتمثل في الاستمرار والمشاركة في جهود مكافحة حركة الشباب ، وتثبيت الاستقرار والأمن في جنوب البلاد، وتعاني تقلصاً حاداً في التمويل بعد تراجع الدعم اللوجستي من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، كما أنّ عدم تمكّن الحكومة الصومالية الفيدرالية من تسلّم المهام الأمنية من القوات الأفريقية، التي كان من المقرّر تنفيذها في ديسمبر 2024، فاقم الوضع الداخلي لبعثة الاتحاد الأفريقي، فضلاً عن تداخل الأجندات المحلية للدول المشاركة في البعثة.
وقال الممثل الخاص لرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي (SRCC)، رئيس بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال السفير إبراهيم دين،
إن الوضع الأمني شهد تحسناً ملحوظاً، كما انخفض عدد الحوادث الأمنية في مختلف أنحاء الصومال. فقد نجحت العمليات المشتركة بين القوات الأمنية الصومالية وبعثة الاتحاد الإفريقي” أوصوم” في استعادة عدد من المدن وحرمان حركة الشباب من حرية الحركة والعمل في مناطق عدّة، ما يعكس مكاسب ميدانية ملموسة.
وأضاف السفير إبراهيم دين في حوار مع العربي الجديد، أن أبرز التحديات تشمل وجود عجز في تعويضات القوات وتراكم المتأخرات، ما يؤثر مباشرة في معنويات القوات وكفاءة العمليات، كما أن عدم وجود آلية تمويل متعدّدة السنوات يُقيِّد قدرة البعثة على التخطيط وتنفيذ عمليات طويلة الأمد. مشيرا الى امكانية الشركاء والداعمين المساهمة عبر تقديم تمويل متعدد السنوات وفي الوقت المناسب، ودعم آليات الصناديق المشتركة أو المساهمات المقررة، إلى جانب تسوية الالتزامات المتأخرة تجاه الدول المساهمة بالقوات.
أما بالنسبة لمشاركة مصر، قال إن القاهرة أعربت عن استعدادها للمساهمة بقوات في “أوصوم”، كما وافق مجلس السلم والأمن الأفريقي على تفويض نشر قوات مصرية ضمن الدول المساهمة. وتُبذل حالياً الجهود اللازمة لتمكين نشر هذه القوات وفق التفويض الممنوح.
