محمد زياده
لعمري كما في العمر .. صفو لشارب
ولا في امتداد الأفق .. ضوء لذاهب
ولا فوق أهداب الثرى من تعلة تواسي
إذا صارت .. صروف النوائب
على وطن .. أوهى العقوق بنوده
وشتتها .. بين الهوى والمذاهب
وبين تلال الجهل تلقي ظلالها
جشاعا .. عقيمات المنى والمطالب
فتوقظ نعرات لئيم أوارها .. متى أيقظت
جرت عظيم العواقب
هذه قصيدته التي وصل بها شاعرنا للحلقة الختامية من مسابقة أمير الشعراء والتي استمرت عددا من الحلقات في احتدام كبير لمواجهات مهمة لشعراء لا يشق لحرفهم غبار وهذا المهندس الكيميائي المنهمك في مجاله الصناعات النفطية والمعادن .. منذ أن تحصل على بكالوريوس هندسة كيميائية من جامعة النجم الساطع التقنية في البريقة .. لم تكن هواياته فنية أو هندسية بل منذ صغره كان يطالع كل شيء كتاب ورقة مجلة خاصة ما يتعلق بمجالات الشعر والرواية .. وعبرها تشكلت خلفيته الأدبية إذ أصبح مخزونه الشعري كبير وامتلأ خياله بالصور الأدبية التي أهلته فيما بعد ليكتب هو خواطره وكلماته ويصيغها كما تعلمها حينما كان مشاركا في الأنشطة المدرسية بهذه المجالات الأدبية ومرتادا مكتبة مصطفى قدري للاستزادة والنهل من معين الكتب وأثرت تربيته الدينية في موضوعات قصائده إذ غلب عليها الجانب الروحاني وهناك من قارب بين اسمه محمد مصطفى بن زيادة .. والشيخ الجليل مصطفى محمد بن زيادة – غفر الله له – والذي كتب عنه شاعرنا ( محمد زيادة ) أنه إمام وقيم جامع الهاني طيلة فترة الثمانينات والتسعينات إلى أن توفى سنة 2007م، يعرفه رواد المسجد متى جئت المسجد تجده حاضرا كان أول من يحضر قبل صلاة الفجر وآخر من يخرج بعد صلاة العشاء كان ذلك دأبه وديدنه .. له يومان فقط في العام يسمح لنفسه فيهما بالغياب عن المسجد وهما أول أيام عيد الفطر وثاني أيام عيد الأضحى حيث كان يذهب ليعيّد على بناته وعماته بعد أن يستخلف .. كان لينا طيبا عطوفا حييا من الذين نحسبهم ينامون وليس في صدرهم غل على مسلم .. رحل وترك جرحا غائرا، وذكرى حسنة لدى كل من عرفه وتعامل معه، نسأل الله أن يغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته ويجمعنا به في الفردوس الأعلى دون سابقة عذاب ..
يا بَيْنُ مَهْلك قُدّ الصبر من قُبلٍ .. وقُدّ من دُبُرٍ والشوق ينهمل ..
ولا لقاء لنا نرجو تحقّقه .. ولا مواعيد عند الغيب قد تَصِلُ ..
فامْسك يراعك لا حرفٌ يليق بهم .. واسْرج دموعك خلِّ الهمّ يَغْتَسِلُ ..
وكفّن الحلم في دنيا مآقيها .. بمرْود البين والأتْراح تكْتحل ..
واصرف دعاءك والركْعات خالصةً .. وكلّ نسْكٍ إلى أنْ ينْبري الأجل ..
لعلّنا نلْتقي بعْد المعاد لدى .. ربّ العباد لأمرٍ منْه نمْتثل ..
فيغْفر الذنب والزلّات يسْترها .. ويجمع الشمل جمْعًا ماله حِوَلُ …

يَا أَيُّهَا السَارِي تُصَارِعُ عَتْمَةً .. أوْقِدْ فُؤادَكَ تَوْبَةً كَيْ تُبْصِرَا .
واسْتَمْطِر الْغُفْرَانَ إنَّ حَصَادَه .. أنْ يَسْتَحِيلَ الكِيرُ مِسْكًا أذْفَرَا .
والمُسْرِفُونَ دَوَاؤهُمْ لَا تَقْنَطُوا .. فَمَوَائِد الغُفْرَانِ مُشْرَعَةَ القِرَى .
جدُّوا فَلِلْحُسْنَى تِجَارَة رَابِحٍ .. والمُخْطِئونَ مَتَى اهْتَدوا حَمِدُوا السُرَى .
نَتَكَبَدُ النَجْدَيْن نَرْجُو غَافِرًا .. (نُوحٌ) أَبَانَ وَنَهْجُ (أَحْمَد) فَسّرَا .
هكذا تأسس الشاعر محمد مصطفى محمد بن زيادة ابن سوق الجمعة . من محلة الفتح المولود 5 / 8 / 1964 في منطقته هذه التي تؤثر دونا عن مناطق طرابلس كلها في ملامح أهلها وهواياتهم وقربهم الوجداني من أهل الوطن وانتمائهم للوطن .. كتب شعرا عموديا وشعر التفعيلة كما نشر زيادة نتاجه الأدبي على صفحته الخاصة في التواصل الاجتماعي وعدد من الصفحات الإلكترونية التي تعنى بالأدب وله عدد من القصائد بين القديم والحديث نشرته المنصة الليبية الإخبارية وموقع بلد الطيوب الإلكتروني ..
وباذخةُ الأواصرِ ضارِباتٍ ،، جُذورٌ لا تَبيدُ ولا تُزاحُ ،،
جُذورٌ نسْغُها عطرُ التصافي ،، لِصَحْبٍ كلّما نُودوا أراحوا ،،
إذا نادَمْتهمْ تَلْقَىٰ خِصَالا ،، يُقَصِّرُ عن تَنَاوِلها امْتِدَاحُ ،،
وإنْ قارَعْتَ خَطْبَ الدهْرِ هَبّوا ،، عُزومٌ لا يُعَطِّلُها انْتِصَاحُ ،،
فَعُدْ بي يا زمانُ فَدَتْك نَفْسي ،، وخُذْني حَيْثُما حَلُّوا وراحوا
وجُلْ بي في الأزِقَةِ والحَواري ،، وطُفْ بي حَيْثُ يلْقَانا الأقاحُ ،،
وحيثُ الأُمْنِياتِ بُذُور صِدْقٍ ،، علىٰ الشرفاتِ ينْشُرُها الصباحُ ،،
يُضَمدُ عطرها النبض المعنًى ،، فيصحو حيث تلتئم الجراح


ونشرت له بعض الصحف الإلكترونية العربية مقالات نقدية وقراءات متعددة وعقد مع شعراء عبر مواقع متخصصة إلكترونية جلسات أدبية خاصة ما جمعه بالمنضوين بالرابطة الشعرية العربية وقد منح من قبلهم درع التميز كنجم أحد جلسات السجال المعنونة سجال القوافي وتحصل في أكتوبر 2022 على درع لسجال الشاعر أحمد شوقي .. ومن بين كتاباته المقالية .. جاء في مقالته الإعلام نقل الصورة أم صناعتها !! قوله :
في صميم كل نظام إدراكي بشري، يستقر التحيّز كآلية دفاعية ونفسية، تلوّن الواقع وتعيد تشكيله بما يتماشى مع ” أنا ” الفرد وهواه الجمعي .. كما يشرح ” دانيال كانيمان ” في كتابه التفكير السريع والبطيء _ فإن الإنسان لا يتعامل مع المعلومات بحياد رياضي، بل من خلال فلاتر معرفية غير واعية، تشكل ما يسميه بـ “الانحياز التأكيدي” و ” التحامل الإدراكي” . هذه الفلاتر لا تعيد فقط تفسير الواقع ، بل تختزل الحقيقة ، وتعيد إنتاجها بشكل انتقائي بما يتماشى وهواه .. وعند الانتقال إلى ساحة الخطاب السياسي ، تصبح هذه الانحيازيات أدوات ، لا مجرد أعراض .. نعوم تشومسكي .. في تحليله لآليات الإعلام الحديث، يبين كيف أن الخطاب السياسي والإعلامي يُمارس كصناعة للرأي العام .. وليس كوسيلة لنقله تُقْتَطَع العبارات .. ويتم إعادة توجيه السياقات .. وتحريف النيّات .. لصناعة تصور يخدم أجندة جماعية .. أو انفعالًا شعبيًا.
المهندس محمد مصطفى زيادة لم تزل أعماله الشعرية والمقالية حبيسة مخطوطات لم تر النور ,, يقول إنها في مسوّدتين لديوانين جاهزين للطباعة //
_ الأول بعنوان (تجليات على دروب الشوق)
_ الثاني (منازل الحزن العميق).



شارك في مسابقة أمير القوافي مجتازا كل المراحل حتى الأخيرة ولأنه يحب المغامرة شارك قبل هذه المسابقة المهمة أنشر في صفحتي الخاصة علي الفيس بوك وفي الصفحات والصحف الإلكترونية المهتمة بالشعر والأدب .. ورغم ظروف عمله كمهندس في شركة نفطية جل وقته بعيدا عن مواطن المشاركات والمساهمات المهرجانية الأدبية والاحتفائية إلا أنه يشارك حضورا فاعلا وقدم عددا من الأمسيات الشعرية التي خصصت لأعماله منفردا أو مع ثلة من الشعراء فهو عضو دائم بمنتدى بشير السعداوي في مكانه المعروف بمنطقة السبعة بطرابلس وهي جزء من بلدية سوق الجمعة التي تربى وترعرع فيها الشاعر .. قدم في السعداوي مع أهم الأصوات الأدبية الليبية عددا من الأماسي الأدبية والمحاضرات والندوات .. كما شارك ليالي رمضان الخير بالمدينة القديمة واحتفى به الشارع الليبي والمهتمين بلونه الشعري الفصيح عند وصوله للمرحلة الأخيرة من مسابقة أمير القوافي .. يسعى خلال عام مقبل 2026 بإذن الله أن تصدر دواوينه وقبل أن أختم جزء من سيرته ومسيرته كما جمعتها أترك القارئ مستمتعا بالمباهج في قصيدته التي تقول أبياتها وقد عنونها مواسم البهجة :
لمواسم العيد البهيج مناسك .. تعظيمها يسمو بنا ويحلّق..
في أرحب الآفاق نقتنص الذرى .. ونظل نغْنم أنهرًا تترقرق ..
تبدو كأبوابٍ لدربٍ واحدٍ .. يفضي الى حيث الفلاح مُحقَق..
من طاعةٍ وتواصلٍ وتصدقٍ .. والاقتداء بمن هُداهم أصْدَق ..
فلتغنموا من كل بابٍ أنعما .. إن العطايا في المواسم أَغْدَق ..
وازجوا المحامد بكرةً وعشيةً .. بالحمد باقات الدُعا تتأنق ..
وتقبلوا مني السلام مطرزا .. يصطف فيه الدرّ والإستبرق ..
والتهنئات لكلّ من مرّوا هنا .. وشذى أياديهم يضوع ويشرق ..
ولمن حضورهم يزين عمرنا .. وبخطوهم تغدو الوشائج أوثق
