ضمّت الطائرة التي تحطمت جنوبي أنقرة وفد عسكري ليبي رفيع المستوى، ترأسه رئيس الأركان العامة للجيش الليبي الفريق أول ركن محمد علي الحداد، وبرفقته رئيس أركان القوات البرية الفريق ركن الفيتوري أحمد غريبيل، ومدير جهاز التصنيع العسكري العميد محمود القطيوي، ومستشار رئيس الأركان العامة محمد دياب العصاوي، إضافة إلى المصور بمكتب إعلام رئاسة الأركان محمد عمر المحجوب.
وأُعلن رسمياً عن وفاة جميع من كانوا على متن الطائرة إثر حادث مأساوي وقع أثناء عودتهم من زيارة رسمية إلى العاصمة التركية أنقرة، حيث تحطمت الطائرة في منطقة “هايمانه” جنوبي البلاد، ما أحدث حالة من الصدمة والحزن في الشارع الليبي.
وبحسب المعلومات الأولية، أقلعت الطائرة عند الساعة 7:10 صباحاً من مطار أنقرة، وعلى متنها الوفد العسكري، إلا أن طاقمها أبلغ بعد نحو 42 دقيقة من الإقلاع عن عطل كهربائي خطير، وطلب الهبوط الاضطراري، وبعد ذلك بدقائق، فُقد الاتصال بالطائرة بشكل كامل واختفت من شاشات الرادار، قبل أن يتبين لاحقاً سقوطها وتحطمها بالكامل، ووفاة جميع ركابها.
وكان رئيس الأركان محمد الحداد قد أجرى، صباح اليوم السابق للحادث، سلسلة لقاءات رسمية في أنقرة، شملت اجتماعاً مع وزير الدفاع التركي يشار غولر، ورئيس الأركان وقائد القوات البرية التركي سلجوق بايرقدار أوغلو، حيث جرى بحث ملفات التعاون العسكري بين البلدين، وذلك عقب قرار تمديد المهام العسكرية التركية في ليبيا لمدة عام إضافي.
ويُعد محمد علي الحداد، المولود في مدينة مصراتة عام 1967، من أبرز القيادات العسكرية الليبية في السنوات الأخيرة، تخرج في الكلية العسكرية عام 1987، وتولى قيادة المنطقة العسكرية الوسطى عام 2017، قبل تعيينه رئيساً للأركان العامة في 29 أغسطس 2020، وكان له دور مؤثر في دعم وقف إطلاق النار بين الأطراف الليبية عام 2020.
أما الفريق ركن الفيتوري أحمد غريبيل، فقد شغل منصب رئيس أركان القوات البرية، وأسندت إليه مهام الإشراف على العمليات الأرضية وتنظيم الوحدات البرية، كما كان عضو في اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 المعنية بمتابعة وقف إطلاق النار المعلن عام 2019، وشارك في حوارات عدة برعاية الأمم المتحدة حول توحيد المؤسسة العسكرية.
وشغل العميد محمود القطيوي منصب مدير جهاز التصنيع العسكري، وتولى مسؤوليات متعلقة بتصنيع المعدات والذخائر، والإشراف على توفير التجهيزات العسكرية للقوات المسلحة، ضمن مهامه الرسمية في الجهاز.
فيما يُعرف محمد دياب العصاوي، المولود في مصراتة عام 1973، بمشاركته في ثورة فبراير وقيادته للعمليات العسكرية في المدينة، وكان من القادة البارزين في حرب “البنيان المرصوص”، قبل أن يتولى مهام مستشار رئيس الأركان العامة، معنيّاً بالتخطيط الاستراتيجي وتنسيق السياسات العسكرية ومراجعة الاتفاقيات الأمنية.
أما محمد عمر المحجوب، المولود عام 1992، فكان المصور الرسمي بمكتب رئاسة الأركان العامة، ومكلف بتوثيق أنشطة القيادة العسكرية ونقلها عبر الوسائل الإعلامية.
ولا تزال ملابسات الحادث محل متابعة من الجهات المختصة، في وقت يترقب فيه الليبيون نتائج التحقيقات الرسمية لكشف أسباب سقوط الطائرة، وسط أجواء من الحداد الرسمي والشعبي على فقدان عدد من أبرز القيادات العسكرية في البلاد.
