تواصل السلطات التركية، بالتنسيق مع الجهات الليبية والدولية المختصة، استكمال التحقيقات الفنية والطبية في حادث تحطم الطائرة التي أودت بحياة رئيس أركان الجيش الليبي بالمنطقة الغربية الفريق أول ركن محمد الحداد والوفد العسكري المرافق له، وذلك عقب سقوط الطائرة جنوب العاصمة أنقرة أثناء عودتها إلى ليبيا.
استكمال الفحوصات وتسليم الجثامين
أفادت مصادر مطلعة بأن السلطات التركية تواصل فحص جثامين الضحايا في معهد الطب العدلي بالعاصمة أنقرة، مع توقع الانتهاء من جميع الإجراءات الطبية والقانونية خلال اليوم.
ومن المقرر إقامة مراسم وداع عسكرية في قاعدة مرتد الجوية بحضور قيادات عسكرية تركية رفيعة المستوى، قبل نقل الجثامين على متن طائرة عسكرية إلى العاصمة طرابلس وتسليمها رسميا للجانب الليبي.
فحص موقع الحادث
في موازاة ذلك، باشر وفد من الشركة المالطية المشغلة للطائرة، والمستأجرة من الحكومة الليبية، معاينة موقع تحطم الطائرة قرب أنقرة، وذلك في إطار التحقيقات الفنية الرامية إلى تحديد الملابسات التقنية للحادث.
الصندوق الأسود
وأعلنت وزارة الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية أن الصندوق الأسود للطائرة سينقل إلى ألمانيا لإجراء تقييم تقني دقيق لمسجل بيانات الرحلة ومسجل الأصوات داخل قمرة القيادة، تحت إشراف الهيئة الاتحادية الألمانية للتحقيق في حوادث الطيران (BFU) بمدينة براونشفايج، بما يضمن حيادية الفحص ودقته.
دور النيابة والتنسيق الأمني
وأوضحت الوزارة أن النيابة العامة التركية وفرت الدعم الكامل لمسار التحقيق، بما في ذلك تسليم الوثائق الفنية وتسجيلات كاميرات المراقبة. كما أرسلت الشرطة الجنائية في طرابلس عينات من الحمض النووي لأقارب الضحايا إلى تركيا، بهدف مطابقة البيانات وتأكيد الهويات بشكل رسمي.
تفاصيل الحادث
وكانت الطائرة الخاصة قد أقلعت، يوم الثلاثاء، من مطار في أنقرة متجهة إلى ليبيا، قبل أن تتحطم بعد نحو 80 كيلومترا جنوب العاصمة التركية، ما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم ثمانية أشخاص، بينهم رئيس أركان الجيش الليبي بالمنطقة الغربية الفريق محمد الحداد، الذي كان في زيارة رسمية إلى تركيا.
ولا تزال التحقيقات جارية على المستويين الفني والقضائي، في انتظار ما ستسفر عنه نتائج فحص الصندوق الأسود والتقارير النهائية، تمهيدا لإعلان الأسباب الرسمية للحادث.
