أعلنت إسرائيل يوم الجمعة اعترافها الرسمي بجمهورية أرض الصومال كدولة مستقلة ذات سيادة، في خطوة لاقت ردود فعل قوية على المستويين الإقليمي والدولي.
وجاء الإعلان عقب توقيع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية جدعون ساعر ورئيس أرض الصومال عبد الرحمن محمد عبد الله اتفاقاً مشتركاً للاعتراف المتبادل.
وأكد نتنياهو أن إسرائيل تخطط لتوسيع علاقاتها فوراً مع أرض الصومال من خلال تعاون واسع يشمل مجالات الزراعة والصحة والتكنولوجيا والاقتصاد، مشيداً بالتزام رئيس الإقليم بتعزيز الاستقرار والسلام، وداعياً عبد الله لزيارة رسمية إلى إسرائيل.
كشفت القناة 14 الإسرائيلية، السبت، عن سبب “اعتراف إسرائيل الرسمي بجمهورية أرض الصومال كدولة مستقلة ذات سيادة”، موضحة أن الاعتراف يأتي مقابل موافقة أرض الصومال على استقبال سكان من قطاع غزة.
من جانبه، أعرب رئيس أرضا الصومال عبد الله عن شكره لإسرائيل، معبراً عن تقديره لدورها في مكافحة الإرهاب وتعزيز السلام الإقليمي.
وأكد مكتب نتنياهو أن الاعتراف جاء قبل محادثاته المرتقبة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وجهود تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، معرباً عن أمله في أن يسهم الاعتراف المتبادل في تعزيز السلام والازدهار لشعب أرض الصومال.
وفي الوقت نفسه، أعربت حكومة الصومال عن رفضها القاطع للخطوة، محذرة من أي تهديدات لوحدة أراضيها ومؤسساتها الشرعية، فيما شددت الدول والمنظمات الإقليمية والدولية على أن أي اعتراف بأجزاء من أراضي الدول يعد سابقة خطيرة ويهدد السلم والأمن الدوليين.
وفي هذا الصدد دانت وزارة الخارجية الصومالية الإعلان، واصفة إياه بـ”الهجوم المتعمد على سيادتها”، محذرة من أن الاعتراف سيقوض السلام الإقليمي.
وأكد وزراء خارجية مصر وتركيا وجيبوتي دعمهم الكامل لوحدة وسيادة الأراضي الصومالية ورفضهم لأي إجراءات أحادية تهدد الاستقرار، فيما أعربت المملكة العربية السعودية والأردن عن رفضهما القاطع للاعتراف الإسرائيلي، مؤكدتين دعمهما الكامل للصومال ورفض أي إجراءات انفصالية مخالفة للقانون الدولي.
كما دان أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط الخطوة، واعتبرها انتهاكاً صريحاً لقواعد القانون الدولي وتعدياً على مبدأ وحدة الأراضي وسيادة الدول، فيما أكدت مفوضية الاتحاد الإفريقي ومجلس التعاون الخليجي التزامهما بوحدة الصومال ورفض أي اعتراف بالإقليم الانفصالي.
ويُعد الاعتراف الإسرائيلي بأرض الصومال الأول من نوعه، مما يمنح إسرائيل شريكاً مطلاً على ساحل البحر الأحمر الاستراتيجي.
وتعد أرض الصومال منطقة انفصلت عن الصومال في أوائل التسعينيات وأعلنت استقلالها، وتبلغ مساحتها نحو 176 ألف كيلومتر مربع، ويزيد عدد سكانها عن 6 ملايين نسمة، وعاصمتها هرجيسا، وتضم مدناً مهمة مثل بربرة وبورما، ويعتمد اقتصادها على الثروة الحيوانية والتحويلات المالية، كما تمتلك عملتها الخاصة وجيشاً وجهاز شرطة مستقلين، مع شريط ساحلي بطول 740 كيلومتراً على خليج عدن. وتستخدم اللغات الصومالية والعربية والإنجليزية، ويعد ميناء بربرة من أهم موانئها، بينما أظهرت استفتاءات سابقة رغبة قوية في الانفصال عن الصومال، حيث صوّت لصالح الانفصال 97.1٪ في عام 2001.
