أكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، أن فقدان رئيس الأركان العامة للجيش الليبي الفريق أول ركن محمد علي الحداد ورفاقه يمثل لحظة أليمة وخسارة وطنية كبيرة، مشدداً على أن الوفاء لتضحياتهم لا يكون بالكلمات، بل بمواصلة العمل لبناء مؤسسة عسكرية وطنية موحدة تقوم على القانون والانضباط.
جاء ذلك خلال كلمته في مراسم التأبين الرسمية التي أُقيمت بمدينة طرابلس لتوديع الحداد ورفاقه، حيث عبّر الدبيبة عن عميق حزنه لرحيل من وصفهم بـثلة من خيرة أبناء ليبيا، مؤكداً أنهم خدموا وطنهم بإخلاص وأسهموا بعلمهم وخبرتهم في ترسيخ مؤسسة عسكرية كانت ولا تزال ركن أساسي لحماية الدولة والحفاظ على وحدتها واستقرارها.
وأشار الدبيبة إلى أن الفريق محمد الحداد كان من المؤمنين بضرورة بناء جيش نظامي يكون ولاؤه لله ثم للوطن، رغم التحديات التي تمر بها البلاد، مؤكداً أن ما وصلت إليه القوات النظامية هو ثمرة جهد تراكمي لقادة آمنوا بالمؤسسة العسكرية كضمانة لأمن الدولة.
وأضاف أن الشهداء لم يكونوا مجرد قادة عسكريين، بل رجال دولة تحلّوا بالحكمة والانضباط وروح المسؤولية، وآمنوا بأن الجيش الوطني الليبي هو درع الوطن وسياجه، وأن بناء المؤسسات هو الطريق الأصدق نحو ليبيا آمنة ومستقرة.
وشدد الدبيبة على أن مسار بناء المؤسسة العسكرية سيستمر، مؤكداً أن الهدف هو إنشاء مؤسسة مهنية موحدة لا تقوم على الأشخاص، بل على قيم وطنية ثابتة ومبادئ راسخة تخدم الدولة والشعب.
وفيما يتعلق بملابسات الحادث، أوضح الدبيبة أن التحقيقات ما زالت متواصلة بكل جدية ومسؤولية، وبالتعاون مع الجمهورية التركية، إلى حين اتضاح جميع التفاصيل وكشف الحقيقة كاملة، احتراماً لدماء الشهداء وحرصاً على إحقاق الحق.
واختتم الدبيبة كلمته بالتأكيد على التسليم بقضاء الله وقدره، سائلاً الله أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته، وأن يلهم ذويهم ورفاقهم الصبر والسلوان، وأن تبقى تضحياتهم نبراساً يُهتدى به في استكمال مسار بناء الدولة ومؤسساتها الوطنية.
