أكد رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، أن فقدان رئيس الأركان العامة الفريق أول ركن محمد علي الحداد ورفاقه يُعد فاجعة وطنية تمس كل الليبيين، مشدداً على أن دماءهم لن تُسجل كحادث عابر، بل ستبقى علامة مضيئة في ذاكرة الوطن ومنارة للأجيال القادمة.
جاء ذلك خلال كلمته في مراسم التأبين الرسمية التي أُقيمت بمدينة طرابلس، لتوديع الحداد ورفاقه، حيث عبّر المنفي عن عميق الحزن والأسى، واصفاً الراحلين بأنهم شهداء الواجب والوطن، خرجوا لخدمة ليبيا وعادوا محمولين على أكتاف الشرف، مكللين بالتضحية والانضباط والإخلاص لقسمهم العسكري.
وأوضح المنفي أن هذا المصاب لا يخص عائلات الضحايا أو المؤسسة العسكرية وحدها، بل يمثل خسارة لكل من يؤمن بقيمة الدولة وشرف الخدمة وثمن الفداء، مشيراً إلى أن الراحلين عُرفوا بالعمل الصامت وتحمل المسؤولية، ولم يكونوا أصحاب ضجيج، بل رجال أفعال ثابتة ووفاء صادق لله والوطن والشعب.
وأضاف رئيس المجلس الرئاسي أنه يقف في هذا المقام لا لرثائهم، بل للشهادة لهم بأنهم أدوا الأمانة حتى نهايتها، مؤكداً أن الدولة التي تكرم شهداءها هي دولة تعرف طريقها، وأن المؤسسة العسكرية التي تُبنى على تضحيات رجالها لا تنكسر ولا تُهزم.
وشدد المنفي على أن الوفاء لدماء الشهداء يتحقق عبر بناء مؤسسة عسكرية وطنية موحدة، محترفة ومنضبطة، لا ولاء لها إلا لليبيا، ولا سلاح فيها إلاّ لخدمة الدولة، ولا قرار خارج الإطار القانوني، تكون مهمتها حماية الوطن وصون سيادته وخدمة الشعب.
وفي السياق ذاته، أعلن المنفي توجيهاته باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتكريم الشهداء، بما في ذلك ترقيتهم إلى الرتب التي تليق بمقامهم، وضمان كامل حقوق أسرهم، مؤكداً أن ذلك واجب وطني وقيمي، وليس من باب العطاء، موجهاً رسالة مباشرة إلى عائلاتهم بأن الوطن لن ينسى أبناءه، وأن أسماءهم كُتبت في سجل الشرف الليبي.
واختتم المنفي كلمته بالتأكيد على أن هذا المصاب وحّد الليبيين كما في لحظات الصدق الكبرى، حيث اجتمع الجميع على الحزن والوفاء والاحترام، معتبراً هذا الإجماع رسالة عميقة بأن ليبيا قادرة على التوحد حين يُنادى باسم الوطن، داعياً إلى تحويل هذه اللحظة الأليمة إلى نقطة التقاء، وعهد جديد للاجتماع على حماية الدولة والدفاع عن سيادتها، والسير نحو دولة القانون والوحدة.
