عفاف عبدالمحسن
_ لمن المشتكى .. أوليس الله هو المعين ؟!
عندما تشتكي للبشر ينتهي الحوار غالبا جملة من كلمتين دلالتها عظيمة (الله يعينك) إذن لما لا نختصرها منذ البداية ونشتكي للذي يعيننا الموضح لنا في كتابه العزيز قوله تعالى : {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوء َ} .
_ هلا أحسنت إليها !!
في الحياة قلب لا يختلف على نقائه معك أحد أيها الذكر الرجل من رفعك الله درجة على الأنثى لتكون عونا ومعينا وحاميا وأمانا .. فقلبها يخاف عليك وأنت طفل وأنت رجل وفي كل حالاتك لأنها امك … وتحترمك وأنت الأصغر منها وتعطف عليك وفي بعض البيوت تخاف منك لأنك الأكبر مقطب الجبين عليها عادة وهي أختك الحنون مهما فعلت . وتلك التي تخاف بدونك وتشعر أن حياتها انهارت إذا غبت عنها لأنها ابنتك … وتخاف عليك لانها زوجة مخلصة محبة محتوية .. افلا تستحق ان تخاف الله فيها .. وتعمل بوصية نبيك محمد عليه الصلاة والسلام فيها رفقا بالقوارير .
_ هل تحسن الاختيار وقد هداك النجدين ؟!
لك أيها الإنسان العاقل المسلم طريقان .. النجدان .. ومهد الله لك أيهما تختار بقلب تتفكر فيه إما الخير أو الشر وهما طريقان ولك حرية الاختيار :
- الطريق الأول [فَاذكروني أذكركم]
- الطريق الثاني [نسوا اللّه فأنساهم أنفسهم]
_ أليس في قصص الأولين عبر ؟
_ سأل رجل مهموم حكيما فقال : أيها الحكيم لقد اتيتك وما لي حيلة مما أنا فيه من الهم ؟
_ فقال الحكيم : سأسألك سؤالين وأريد إجابتهما
فقال الرجل : اسأل…!
قال الحكيم : أجئت إلى هذه الدنيا ومعك تلك المشاكل…؟
قال : لا بل كنت خاليا من المشاكل
فقال الحكيم : هل ستترك الدنيا وتأخذ معك المشاكل؟…
قال : لا سأخرج منها كما أتيتها لا يسترني سوى كفني أمام من يحملونني وأعمالي الطيبة أمام الله يوم ألقاه .
فقال الحكيم : أمر لم تات به ولن يذهب معك… الأجدر أن لا ياخذ منك كل هذا الهم .. فكن صبورا على أمر الدنيا .. وليكن نظرك للسماء أطول من نظرك إلى الأرض .. يكن لك ما أردت ، ابتسم فرزقك مقسوم وقدرك محسوم وأحوال الدنيا لا تستحق الهموم .. لأنها بين يدي الحي القيوم..
