فرج مفتاح
قلب مع الله يؤمن بثقة إن مع العسر يسرا .. ويقول لوجل من قادم أيامه .. أيها المسلم ثق بربك وإذا تعسّر عليك أمر فقل: اللهم تولّني فيمن تولّيت،اللهم أرِني عجائب قدرتك في تيسير أمري،حسبيَ اللهُ لا إله إلا هو، عليه توكّلت وهو ربّ العرش العظيم،اللهم يا حيّ يا قيّوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كلّه، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين.
قلب مع الله يدرك تمام الإدراك أن الأيام دول فمع كل ضيق فرج وربما تتيسر الأمور ويفرح الإنسان ولكنه كي لا يغتر بما لديه تقع في دربه عثرة ما مشكلة ما ولديه من الحكمة مايجعله يفكر فيها بحكمة فيخرج منها بسلام .. يقول لكل وجل قلبه .. ياصديقي المسلم الخبر السيّئ هو أن كل شيء مؤقّت… والخبر الجيّد هو أن كل شيء مؤقّت أيضًا.
إن كانت الأمور تسير كما تحب ، فاستمتع بها… لن تدوم إلى الأبد.
وإن كانت صعبة أو خانقة الآن ، فلا تقلق … لن تبقى كذلك إلى الأبد.
هذه هي حكمة الحياة … لا شيء ثابت ، لا الفرح ولا الألم. لا الغنى ولا الفقر .. لا الصحة ولا المرض لا النجاح ولا الفشل ….. وما بينهما، نتعلّم كيف نتماسك ، وكيف ننضج ، وكيف نمرّ دون أن ننكسر كيف نثق برب الناس الرحمن الرحيم فيكون على لساننا ربنا أخرجنا بكرمك وفضلك ومنك علينا من حلق الضيق إلى أوسع الطريق .
قلب مع الله يقول كل يوم يستيقظ فيه باكرا مصليا داعيا قارئا شيء من القرآن متبينا مستوضحا لآياته ومعانيه .. اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه .. وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه إنك رحيم بنا يارب القلوب والألباب يافاتح لكل مغاليق الأبواب ..يدرك صاحب هذا القلب كيف يرد على من يقولون: “إن كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب” مجيبا .. صديقي المسلم العاقل عليك أن تدرك أن ليس كل صمتٍ يُعدُّ حكمة ، فالصمت له قوانينه ومواقفه .. فالصمتُ عند رؤية الباطل ضعفٌ وجبن ، وعند الحزن كبرياءٌ موجع ، وفي زمن الفتن حكمةٌ راشدة ، وأمام الثرثرة فنّ وبلاغة وخوف من الله للزلق في الغيبة والنميمة والوشاية وإشعال نار الفتن …. أما الصمتُ بعد الانتصار تواضعٌ جميل ، وعند شهادة الحق خيانةٌ للضمير، وفي لحظة الغضب قوةٌ لا يملكها كثيرون ، أما حين يحين القرار ويطول التردد ، فذلك هروبٌ من المواجهة … ليس الصمت ذهباً دائماً…أحياناً يكون عبئاً يثقل القلب .. اللهم اجعل قلوبنا مطمئنة .
