عفاف عبدالمحسن
الشاعر المهندس المدني . حسن أحمد الطاهر إدريس المولود في تاجوراء بمدينة طرابلس 2 / يونيو/ 1990م وهو خريج كلية الهندسة تخصص مدني من جامعة طرابلس 2012 م ولاجتهاده العلمي كما الشعري عمل معيدا ليتحصل على الماجستير في تخصصه من ذات جامعته .. وكما اهتمامه بالعلم كان اهتمامه من صغره بالأدب عامة والشعر خاصة ولم يهمل المقالات النثرية في الشأن الأدبي واللغة وللخط العربي معه قصة شغف واهتمام متقن لأنواعه التي يتفنن فيها .. فلن نستغربه عندما يسمي ديوانه وليد مكتبة الكون …
(( عندما التقيتُ بي ))

كنت قد كتبت عنوانا يعرف بحسن كشاب شاعر يرى الحب معجزة .. وهو يعبر في قصيدة ضمنها ديوانه بهكذا معنى قائلا .. يا أيها الناس كم نحتاج معجزة / لندرك الآن أن الحب معجزة … ربما هذه البدايات لديه الفطرية الصادقة بأن الحب فطرة المخلوقات لا بد لخالق عظيم جبلنا على قيم الحب والحق والجمال حينما تركنا على الأرض لنعمرها ثم نعود إليها من دون شك وتلك معادلة حياتية أخرى يدرجها في أعماله الشعرية إذ يخبرنا فيه ( أن الموت قافية الحياة ) ولأنه تدرج بشكل طبيعي منطقي نحو مراحل تطور الإبداع منذ نعومة أظفاره طالبا يشارك مع مدرسته بمسابقات شعرية في منطقته تاجوراء حتى أصبح يشارك كبار الشعراء في محافل دولية أدبية كبرى .. نمت ذائقته الابداعية بالتزامن مع مراحل الدراسة ، مما غذى ذاكرته برصيد ثري من المحكات المباشرة مع شعراء وبدء بقراءات كانت رصيده الثري من تراثنا الشعري العربي قديم وحديث .. تحدثوا عن حسن إدريس الذي التقى نفسه أخيرا وجمع في الديوان نتاجه الشعري منذ البدايات المتعثرة كما يقول هو وحتى النضج الحياتي الإنساني والشعري أيضا .. ومن يقرأ لن يجد إلا إبداعا ورؤى وأفكار تخصه يبثها بسلاسة وتعقيد حتى أن القارئ لنصه يشعر أنه يكتبه ويعنيه ويعبر عن أفكاره .. وديوانه الأول عندما التقيت بي ضم نخبة من القصائد التي تنوعت موضوعاتها بين الوجداني ، والواقعي الذي يحاكي المشهد الليبي ويُعنى به وأنتخب مع قراءتي السريعة في الديوان أحاديث الشعراء عنه .
تحدث عن التقاء حسن بذاته في الديوان الشاعر الكبير عمر الدائم قائلا :
لا يُخفِي شاعرُنا مقته للحرب والاقتتال بين ابناء الوطن ، لذلك نجده يغني للأنقياء وللأبرياء ، يغني للأب وللأم يغني لطرابلس وللأمل الذي لا بُدّ آتٍ .. وحين يرهقه ضجيجنا اللامعقول يصرخ حسن ادريس :
يا أيها الناسُ كم نحتاج معجزةً
لندرك الآن أن الحبّ معجزةُ !!
الموت .. مفردة تكررت كثيراً في ديوان حسن ، على أنه في مواجهة هذا اللغز الأكبر والسؤال الأعظم نجده ينبري لتعريفه والتعامل معه بكل بساطة قائلاً:
لأن الموتَ قافيةُ الحياةِ … ستخبرك القصائدُ عن مماتي
وختم عبدالدايم قراءته القصيرة الممعنة عن ديوان حسن إدريس بسيرة قصيرة أيضا تقرب المسافة بين القارئ لحديثه عن الديوان وشخصية الشاعر وكيف نمت بتدرج منطقي حينما ينهل الإنسان من معين السابقين في المجال الذي أحب ليكون بعد فترة من النضج ذاته ويلتقيها بقوة .
الديوان صدر آخر العام 2022 م وأقيم حفل توقيعه 28 أكتوبر 2023 وكلما تناولته الأماسي الشعرية كان صداه وكأنه ولد لحظتها فحينما تقرأ قصائده في محفل أدبي وكأنك تسمعها لأول مرة .. في أمسية أدبية خصت الشاعر إدريس وديوانه .. شدى من ديوانه “على الجودي”، “طرابلس”، و”تركت في الوقت عطراً” …
تحدث عنه الشاعر سعدون السويح قائلا : “حسن إدريس شاعر ينساب شعراً… يعيد مع جيله دماءً جديدة للقصيدة العربية، محافظاً على عمودها الأصيل، ومنحازاً لجمالياتها العريقة، دون أن يغفل روح العصر.”، وأضاف: “الشاعر الحقيقي جائزته الكبرى هي شعره، وليس الجوائز وحدها؛ فالكلمة الخالدة هي التي تصنع الخلود.”.
حديث الشاعر الكبير محمد المزوغي مدير دار إمكان عن تجربة الشاعر حسن إدريس كان قصيرا ولكن في المجاز المسهب بعمق ما قال إذ أشار المزوغي إلى أن الديوان يمثل «إضافة مهمة لمكتبة الشعر الليبي»، مدللا على ذلك بأن اللغة الشاعرة في القصائد عالية، إضافة إلى أنه يجمع بين الأصالة والتجديد.
حديث الناقد يونس الفنادي عن ديوان “عندما التقيت بي” :
انتماء الشاعر إلى جيل تشرّب نصوص الحداثة الشعرية متكئا على إيقاع القصائد الخليلية الكلاسيكية، فجمع بين النمطين في محاولة لمدّ جسور علاقة ترابطية بين الأجيال والأجناس.
وأضاف قائلا عن الشاعر «هو أحد أصوات هذا الجيل العاشق للشعر، والمفتون بنبض إيقاعاته وتجليات مضامين أبياته وقصائده بجميع أطيافها، اختار أن يعزف سيمفونية أشعاره وترانيم قلبه على غرارها، فأتحفنا بباقة من أنفاسه الشعرية المحلقة في فضاءات القصيد الفسيحة بكل رشاقة وعذوبة ورقة وجمال».
