أظهرت نسخة 2025 من كأس الأمم الأفريقية أن كرة القدم لم تعد مجرد منافسة رياضية، بل أصبحت جسراً يعيد ربط لاعبي المهجر الأفارقة بهويتهم ووطنهم الأم، معززة شعور الانتماء والثقافة الوطنية.
وذكرت البيانات أن نحو 30% من لاعبي البطولة وُلدوا خارج القارة الأفريقية، معظمهم في أوروبا، ما يعكس الدور المتزايد للجاليات الأفريقية في تشكيل المنتخبات الوطنية والمساهمة في نجاحها القاري. ويبرز من بين هؤلاء لاعبو المغرب والجزائر وتونس وغانا ونيجيريا، ممن اختاروا تمثيل دول آبائهم رغم نشأتهم في بلدان المهجر.
ويقول اللاعبون إن اختيار اللعب للمنتخب الوطني يتجاوز مجرد الرياضة، فهو يمثل ارتباطاً عاطفياً بالهوية والجذور العائلية، كما يظهر في قصص مثل إسماعيل الغربي التونسي ولوكا زيدان الجزائري، اللذين اختارا تمثيل بلدان أجدادهما بعد فترات مع المنتخبات الأوروبية الشابة.
كما يساهم اللاعبون المولودون خارج الوطن في تطوير الكرة محلياً، مستفيدين من خبراتهم في دوريات دولهم الأصلية، إضافة إلى مساهماتهم الخيرية في إنشاء أكاديميات ومشاريع تعليمية ورياضية، مثل ما فعله رياض محرز وأنطونيو روديغر.
وتؤكد هذه الظاهرة أن كرة القدم أصبحت أداة لإعادة تعريف معنى الوطن، حيث تجمع بين الرياضة والانتماء الثقافي، وتعيد لم شمل الجاليات الأفريقية المنتشرة حول العالم مع جذورها الأم عبر الملعب والمشاريع المجتمعية.
