دعا رئيس مجلس حكماء ليبيا، محمد المبشر، إلى مغادرة البعثة الأممية الأراضي الليبية، معتبرًا أن وجودها لم يعد يسهم في حل الأزمة، بل أصبح عاملًا في إطالتها وتعميقها، بعد سنوات من التجربة التي وصفها بـ«الكافية للحكم عليها لا للتكهن بها».
وقال المبشر إن ليبيا شهدت خلال فترة عمل البعثة الأممية حربين كبيرتين، إحداهما وقعت بحضور الأمين العام للأمم المتحدة نفسه، إلى جانب تدهور الأوضاع الاقتصادية وارتفاع سعر الدولار، وتعمّق تشظي الدولة وترسّخ الانقسام بين حكومتين، وكل ذلك جرى بينما كانت البعثة موجودة وتصدر بياناتها.
وأضاف أن الخطاب السائد اليوم في الشارع السياسي الليبي بات معلقًا على ما تصدره البعثة من تصريحات، وكأن القرار الوطني أصبح مرهونًا بتفسير خارجي، معتبرًا أن المشكلة لم تعد في فشل البعثة فقط، بل في تحوّلها إلى طرف فعلي في الصراع يسعى لإدارة المشهد السياسي وفرض تصورات لا تنبع من الإرادة الليبية.
وأشار المبشر إلى أن الفراغ الذي تمددت فيه البعثة تتحمل مسؤوليته الأطراف الليبية نفسها، نتيجة عجزها عن إنتاج توافق وطني حقيقي، إلا أن استمرار البعثة، بحسب قوله، يعني استمرار الوصاية وتأجيل الحل وتعميق العجز الداخلي، مؤكدًا أن المطالبة بخروجها تمثل موقفًا سياديًا منطقيًا، لأن ليبيا لا يمكن أن تُدار من الخارج، ولا يمكن لوسيط فقد حياده أن يصنع سلامًا.
