يُعد فن «الكريدي» أحد أقدم الفنون الشعبية المتوارثة في بادية وادي عتبة، إذ يعود تاريخه إلى أكثر من ثلاثمائة عام، ولا يزال حاضرًا في بلدة تساوة والمناطق المجاورة، بوصفه جزءًا من الموروث الثقافي والاجتماعي للمنطقة.
وأوضح الحاج محمد الصالحين إبراهيم حامد، المعروف بإتقانه لهذا الفن، أن «الكريدي» ارتبط بالمناسبات المختلفة، حيث كان يُؤدى في الأفراح والمآتم، وفي مواسم الزراعة، وكذلك في المجالس والحديث اليومي بين الناس، لما يحمله من معانٍ تعكس واقع المجتمع وتقاليده.
ويعتمد هذا الفن على أبيات شعرية ذات قوافٍ معروفة، ومن أشهر مطالعها:
«أول سلامي على الطبل وثان على قاعدينه وثالث على ست البيت اللي قاعدة فيه ديمة»
وأشار إلى أن «الكريدي» يتضمن معاني وأوصافًا متعددة، من أبرزها الوصف، والخطوبة، والتمني، وغيرها من الموضوعات التي تعبّر عن المشاعر الإنسانية والحياة الاجتماعية.
ولا يزال هذا الفن يُمارس في الوقت الحاضر، خاصة في الأفراح والمناسبات الاجتماعية، محافظًا على حضوره كأحد الرموز الثقافية التي تعكس هوية بادية وادي عتبة وعمقها التاريخي.
