الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2024-11-24

9:43 صباحًا

أهم اللأخبار

2024-11-24 9:43 صباحًا

في اليوم العالمي للنحل.. إنتاج ليبيا بين الجودة والتحديات

2-140


في اليوم العالمي للنحل‎ ‎الذي يعد مخصصا للتوعية بأهمية النحل ودوره في البيئة الزراعية، تبرز الحاجة ‏لمعرفة واقع تربية النحل في ليبيا، ومدى الاهتمام به حيث ‏أنه يعد مسؤولا عن تلقيح ما يقرب من 75% من المحاصيل الغذائية العالمية.


وفي هذا السياق أعلنت الجمعية النوعية لمربي النحل بطرابلس، عن مشروع متكامل لإعادة ‏التشجير وخفض انبعاثات الغازات، والذي يستهدف 1000000 شجرة في أحياء طرابلس الكلية، ‏والذي يقام على مساحة 1450 هكتارً، ليوفر مصادر جيدة للرحيق في نطاق مدينة طرابلس، ‏ودعت الجمعية إلى إقامة مثل هذه المشاريع في كافة المدن الليبية.‏
واحتفالًا باليوم العالمي لصحة النبات والنحل أقيمت احتفالية بكلية الزراعة طرابلس بالتعاون مع جمعية مربي النحل طرابلس، وضمت الاحتفالية في جانب منها معرضًا ‏لمربي النحل صاحب ورش العمل التي استمرت على مدار ثلاثة أيام تنتهي اليوم الإثنين، وخلال ‏الورش تم مناقشة إنتاج النحل، والأمراض التي تصيبه، وتربية الملكات، وأنواع العسل، وغيرها ‏من المحاور المتعلقة بتربية النحل وإنتاج العسل.‏


التحوّل للعالمية


وتتميز منطقة الجبل الأخضر بإنتاج وفير للعسل ما يجعلها مشهورة بإنتاج ‏أنواع عدة منها عسل (الحنون) المميز والذي لا يوجد إلا في ليبيا، ولكن إعصار دانيال في ‏سبتمبر الماضي تسبب في تدمير خلايا النحل التي تم جرف معظمها، ما كبد مربي النحل في هذه ‏المنطقة خسائر مادية كبيرة.‏
وقال رئيس نقابة مربي النحل في المنطقة الشرقية ومؤسس جمعية الأمل للعسل ‏عبد السلام عبد الهادي إن ما شهده قطاع تربية النحل كارثي، حيث تعرض 87 نحّالًا في كل مدن ‏الجبل الأخضر لخسائر كبيرة تصل إلى فقدان 2490 خلية.‏
يأتي ذلك في وقت كانت ليبيا تناقش تحول إنتاج النحل من المحلية للعالمية، خاصة وأن ‏العسل في ليبيا يتميز بجودة عالية تعد مطلوبة عالميًا، وهذا اتضح من ندوة أقيمت في هذا ‏الخصوص خلال أغسطس 2023.‏


دراسات علمية


وشهدت ليبيا في العقود الأخيرة توسعا كبيرا في تربية النحل، وذلك لأن الظروف البيئية ملائمة ‏لهذه الصناعة، بالإضافة إلى الوعي بأهمية منتجات النحل المختلفة لاحتوائه على نسبة‎ عالية من ‏السكريات الضرورية لجسم الإنسان، حيث يحتوي على حوالي 15 نوعًا من السكريات المختلفة ‏والعديد من الخمائر والأحماض العضوية والأملاح والأحماض‎ الأمينية، وأنواع متعددة من ‏الفيتامينات مما أدى إلى زيادة الطلب عليه، وهذا بدوره شجع على زيادة انتشار تربية النحل في معظم مناطق ليبيا فتزايدت بذلك الأهمية الاقتصادية للنحل ‏وتزايد عدد المربين‎ .‎
وقدرت القيمة النقدية الإجمالية الناتجة من عسل النحل في ليبيا خلال سنة 2009 ‏حوالي11مليون دينار تقريبا وهي تشكل حوالي 0.74 % من إجمالي الناتج الزراعي، الأمر ‏الذي‎ ‎يشير إلى ضعف مساهمة هذا النشاط في الدخل الزراعي بليبيا مما يستلزم العمل على‎ ‎الاهتمام به.‏


هذا ما أكدت عليه الدراسات العلمية التي أجريت في ليبيا، والتي كان من بينها دراسة أجريت ‏داخل نطاق مدينة طرابلس حول العوامل التي تؤثر على جودته وإنتاجه، وبينت النتائج وجود ‏علاقة طردية بين كمية الإنتاج وعناصر الإنتاج وعدد الخلايا، ومهنة المربي في تربية النحل.‏


شروط اختيار موقع تربية النحل


ولتربية النحل يجب اختيار الموقع الذي سوف يقام عليه المشروع بحيث تكون مساحته لا تقل ‏عن 175_ 200 متراً مربعاً، كما يجب أن يكون موقع المشروع في منطقة زراعية مليئة ‏بمصادر الرحيق وحبوب اللقاح، مثل أراضي زراعة البرتقال والليمون والبرسيم، مع الابتعاد ‏نهائيا عن مزارع تربية المواشي أو تربية الدواجن أو مزارع الأرانب، حيث أن الروائح السيئة ‏تتسبب في هياج النحل، والابتعاد عن الطرق بمسافة لا تقل عن 100 متر حتى لا يتأثر النحل ‏وإنتاجه من العسل بعوادم السيارات، كما يجب أن يكون الموقع بعيدًا عن المناطق السكانية، ‏إضافة إلى عمل مصدات للرياح(‏windbreak‏) حتى لا يتأثر النحل بهبوب الرياح الشديدة ‏وخاصة لو كانت عكس اتجاه حقول الرحيق.‏


التحديات
ومن بين التحديات التي تواجه النحل وتربيته في ليبيا، مرض النوزيما والذي واجه ‏الكثير من النحالين في 2020 وأثر على إنتاج العسل، بسبب عدم توفر الأدوية اللازمة ‏لعلاج النحل، الأمر الذي اضطر النحالين للجوء إلى الطرق البدائية لعلاج نحلهم عبر استخدام ‏الأعشاب وغليها ورش الماء على المناحل.‏
ومن بين التحديات الأخرى الشائعة التي تواجه المربين في ليبيا فقدان الموائل، واستخدام المبيدات ‏الحشرية، وعوامل التغير المناخي.‏
ما بين مساعي التحول للعالمية والسعي لزيادة إنتاج العسل وتحسينه والتحديات والصعوبات ‏وغياب الاهتمام الرسمي بإنتاج النحل، يبقى المربين يعملون وحدهم بالتعاون مع الهواة ‏والجمعيات المتخصصة.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة