حالة من الاحتقان والجدل تصاعدت خلال ساعات وامتدت للمطالبة بإسقاط حكومة الوحدة الوطنية بعد تصريحات وزيرة خارجيته الموقوفة نجلاء المنقوش بشأن علاقته بلقائها مع نظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين.
تأمين الحكومة
بعد ساعات من تصريحات المنقوش انتفضت المنطقة الغربية في مظاهرات عفوية تطالب بإسقاط حكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة وترفض التطبيع.
وفي مساع لمنع إسقاط الحكومة انتشرت مدرعات وسيارات مسلحة تابعة لجهاز دعم الاستقرار في طريق السكة بالعاصمة طرابلس لتأمين مقر حكومة الوحدة كما عملت عناصر من جهاز الردع بقيادة عبدالرؤوف كاره على تطويق استراحة الدبيبة وتأمينها.
وفرق عناصر من جهاز الردع مجموعة من المتظاهرين في سوق الجمعة المطالبين برحيل حكومة الدبيبة وقال شهود عيان إن المتظاهرون تجمعوا في عدة مناطق من سوق الجمعة مرددين هتافات “الشعب يريد إسقاط النظام”.
حرق الإطارات
وعلق المتظاهرون في الإشارة الضوئية الشط مجسم للدبيبة ووصفوه بخائن الإسلام كما أحرقوا الإطارات للتعبير عن احتجاجهم كما خرج شباب مدينة الزاوية بالغرب الليبي في تظاهرات منددة.
وخرجت قبائل العلالقة بصبراتة وشباب المدينة ليلاً للتظاهر ضد حكومة الدبيبة معربين عن استنكارهم للتطبيع مع إسرائيل وطالبوا جميع الأهالي بالخروج للشوارع والمطالبة برحيل الحكومة.
منع المتظاهرين
وفي مدينة مصراتة خرجت تظاهرات ضد الدبيبة تُطالب برحيله وإسقاط حكومته فيما قامت عناصر تابعة لحكومة الدبيبة بتطويق قاعة الشعب بالحواجز لمنع المتظاهرين من الوصول لها والتظاهر أمامها.
وفي بني وليد خرجت مظاهرة ضد الدبيبة وتم إشعال الإطارات في الطريق على خلفية تصريحات وزير الخارجية الموقوفة.
تصريحات المنقوش
المنقوش قالت في مقابلة إعلامية إن لقائها مع وزير خارجية إسرائيل الذي كان سببا في إيقافها عن العمل تم بناءً على تنسيق مسبق بين الدبيبة والحكومة الإسرائيلية مشيرة إلى أنه كان لقاءً سريًا لأغراض أمنية واستراتيجية تخص موارد ليبيا.
وأكدت المنقوش أنها لم تكن طرفًا في ترتيب أجندة الاجتماع بل كانت مكلفة بنقل رسالة محددة من حكومة الوحدة وأن هناك تنسيق بين حكومة نتنياهو وحكومة الدبيبة منذ فترة طويلة وأضافت أنها خلال اللقاء كانت صريحة بشأن القضية الفلسطينية وأبلغت كوهين برفض الشعب الليبي لسياسات الحكومة الإسرائيلية وبدعمه للقضية الفلسطينية.
المنقوش أوضحت عبر صفحتها بمنصة “إكس” سبب ظهورها الإعلامي قائلة إنها ظهرت لترد على تصريحات الدبيبة بشأنها.
تصريحات الدبيبة
وكان الدبيبة قال في مقابلة إعلامية مطلع العام الماضي “السيدة وزيرة الخارجية – بشكل عفوي بحكم أنها عاشت حياتها في الخارج – ولم تقصد فتح أي ملف ولا أي تطبيع كان في لقاء طُلب منها أن تلتقي في دولة أخرى (إيطاليا)، تم اللقاء، وهذا خطأ كبير في الحقيقة”.
ورداً على استفسار بشأن موافقته على اللقاء، تابع الدبيبة: “لم أوافق على هذا الاجتماع.. الوزيرة ارتكبت هذا الخطأ”، لافتا إلى أن لجنة التحقيق التي شكلها “توصلت إلى أن المنقوش اُستدرجت لهذا اللقاء ولم تكن تقصد لفتح تطبيع.. كان لقاءً عرضياَ وهي بثقافتها شعرت أنه لقاء سطحي”.
تصريحات حماد
من جانبه هاجم رئيس الحكومة الليبية أسامة حماد حكومة الوحدة الوطنية، فيما يخص لقاء مسؤولين فيها مع عناصر من العدو الصهيوني، واصفا ذلك بأنه سقوط أخلاقي وقانوني، يجرمه القانون رقم 62 للعام 1957 بشأن مقاطعة إسرائيل.
وقال حماد خلال كلمة في جلسة مجلس النواب لمساءلة حكومته الاثنين، إن هذا اللقاء عمل مدان ولا يمثل الشعب الليبي الذي نشأ على دعم القضية الفلسطينية، ولا يتوافق مع تشريعاتنا التي تجرم أي شكل من أشكال التطبيع.
بعد الليلة التي شهدتها مدن الغرب الليبي ربما تصبح حكومة الدبيبة في عين العاصفة خاصة وأن التصريحات التي قلبت عليها الطاولة جاءت في وقت تتصاعد فيه الدعوات لاختيار حكومة موحدة تقود البلاد لانتخابات نزيهة.