ليبيا واحدة من الدول الغنية بالكهوف المتنوعة التي لا تقتصر أهميتها على كونها مزارات سياحية تجذب عشاق الاكتشافات ومحبي الطبيعة الغامضة، بل تحمل أيضًا قيمة تاريخية عريقة، حيث تحتفظ بآثار حضارات متعددة مرت على البلاد، إلى جانب أهميتها الدينية لبعض الطوائف القديمة.
تُعد منطقة بلا غراي إحدى المناطق التاريخية التي ازدهرت خلال عهدي الإغريق والرومان، وتتميز بوفرة الكهوف والأراضي الخصبة، ما جعلها مركزًا زراعيًا بفضل تربتها الغنية ووفرة المياه فيها، سواء من الأنهار أو الآبار.
عدسة المنصة زارت أحد الكهوف الشهيرة في المنطقة، والمعروف باسم “كهف ساسي”، الذي ينسب إلى شخص يُدعى ساسي عاش فيه خلال ستينيات القرن الماضي. اشتهر ساسي بتأقلمه مع الطبيعة المحيطة، إلى جانب تقديمه العلاج الروحاني وممارسته الطب التقليدي في المنطقة، مما جعله شخصية بارزة حتى أواخر الستينات.
يمثل الجبل الأخضر ظاهرة طبيعية استثنائية، ويتميز الجبل بكونه الهضبة الوحيدة التي تطل مباشرة على البحر الأبيض المتوسط، إلى جانب مناخه المعتدل وتربته الخصبة التي تدعم تنوعًا نباتيًا فريدًا.
ورغم القيمة التاريخية والسياحية الكبيرة لهذه الكهوف التي تزخر بالأسرار والشواهد على أحداث تاريخية مهمة، إلا أنها لم تحظَ بالدراسة أو الاستثمار الكافيين. وما زال العديد منها غير معروف خارج ليبيا، رغم أنها تحمل إرثًا يشهد على تاريخ البشرية بشكل عام، وليس فقط السكان المحليين.